كيري أجل زيارته للقاهرة 3 مرات بسبب سحب السيسي البساط من تحت قدميه..وقطر علمت أن أموالها الممنوحة لحماس لا تؤثر في مصر بعنوان "القاهرة ..المنتصرة في حرب غزة"، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن مصر والسعودية هما الدولتان الرابحتان من العملية العسكرية في قطاع غزة، وأشارت في الوقت ذاته إلى أن انتصار أو هزيمة حركة "حماس" يعد شيئا هامشيا وغير مهم إزاء الخارطة السياسية الجديدة في الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أنه "بالرغم من أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس ملكا إلا أنه ذكر المصريين بالأيام الجميلة والرائعة للخديوي سعيد الذي بادرة بحفر قناة السويس، كما ذكرهم بالخديوي إسماعيل الذي قام بافتتاح المشروع". ولفتت إلى أنه "بعد 145 عاما من افتتاح قناة السويس، قدم السيسي للمصريين مشروعا لقناة مائية موازية للأولى يصل طولها إلى حوالي 70 كيلو مترا والتي ستدخل مالا وفيرا لخزانة الدولة الفارغة"، مضيفة أن "القناة الثانية تبدو مضمونة أكثر من مشروع الرئيس الأسبق مبارك لزراعة الصحراء"، مضيفة أن "الإصلاح الاقتصادي في مصر هو العمود المركزي الذي اعتمد عليه السيسي في برنامجه الانتخابي، أما الركيزة الثانية هي الحرب على الإرهاب". وقالت إن السيسي يرى حربه ضد حركة حماس الفلسطينية بمنظورين؛ فهو يرى فيها منظمة إرهابية تتعاون مع الجماعات التخريبية في شبه جزيرة سيناء ومسئولة عن مقتل ضباط مصريين في أغسطس 2012، وساعدت معتقلي الإخوان المسلمين ومن بينهم الرئيس السابق محمد مرسي في الهروب من السجن، ومنظمة تأكل وتشرب من يد طهران، كما أنه يراها من منظور المنظمة السياسية، والمندوبة المسلحة للإخوان المسلمين التي تعقد الأمور بين القاهرة وتل أبيب وتزعزع نظام السلطة الفلسطينية. ولفتت إلى أن السيسي لديه الآن كل الأسباب اللازمة للفوز بشرعية العمل ضد حماس، ويمكننا الافتراض أنه لو كان قطاع غزة تحت حكم القاهرة، لكان السيسي فعل بقيادة حماس كما فعل بقيادة الإخوان المسلمين، إلا أن أي نظام مصري لا يريد السيطرة على قطاع غزة المشتعل، مضيفة أن الرئيس المصري سيفعل كل ما بوسعه كي لا يمثل القطاع تهديدا على القاهرة. وأضافت أن السيسي لم يبادر بإجراء للتقدم في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، كما أنه لم يتشاور مع واشنطن أو مع وزير خارجيتها جون كيري قبل إعلان المبادرة المصرية لوقف الحرب في غزة، ولم يسمح لوفود المساعدات من إيران بالوصول إلى القطاع، ويرى في رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان عدوا، والسعودية هي الوحيدة حليفته القوية. وقالت إن الحرب في غزة وضعت أمام السيسي فرص عديدة لإظهار سياسة فعالة قام هو باستغلالها جيدا؛ ليس فقط ضد حماس، بل ضد الولاياتالمتحدة أيضا، فوزير الخارجية الأمريكي جون كيري اضطر 3 مرات إلى تأجيل زيارته للقاهرة بسبب سحب السيسي البساط من تحت قدميه. وفيما يتعلق بقطر –أضافت هأرتس- أثبت السيسي للدوحة أن الأموال الذي تمنحها الأخيرة لحماس لم تجعل لها تأثير في القاهرة،مضيفة أن حقيقة وجود أكثر من 130 ألف عامل مصري في قطر هي السبب وراء عدم انضمام القاهرة للرياض التي قطعت علاقتها مع الدوحة. وختمت تقريرها بالقول إن انتصار السيسي هو أيضا انتصار للسعودية التي دعمت خطوات الرئيس المصري في الحرب على قطاع غزة، خاصة أن المملكة لديها حساب طويل مع حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك منظومة علاقات سيئة مع قطر.