دعا رئيس الوزراء الليبي المؤقت، عبد الله الثني، اليوم الإثنين، الولاياتالمتحدة إلى مساعدة بلاده على تجاوز المرحلة الصعبة الراهنة وإعادة الاستقرار بالضغط على مختلف الأطراف المتحاربة. وخلال لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في مقر وزارة الخارجية بواشنطن، طلب الثني من الولاياتالمتحدة دعمه حكومته ل"تجاوز المرحلة الصعبة بالضغط على مختلف الاطراف المتحاربة، والتي دمرت البنى التحتية لمدينة طرابلس بشكل فعلي، حيث اشتركت هذه الاطراف في عدائيات طالت مطارات البلاد والمدنيين كذلك، حيث روعوا وقتلوا المدنيين الابرياء".
ودعا واشنطن إلى "تعزيز قدرات الجيش والشرطة الليبية لتصبح الاسلحة في ايديهم فقط".
وأشاد الثني بالرئيس الأمريكي، باراك أوباما "لدوره في ايقاف ناقلة النفط مورننغ غلوري التي كانت تحمل نفطاً ليبياً مهربا عن طريق ميناء السدرة الليبي واعادته إلى السلطات الليبية".
ومضى قائلا: "نتيجة لهذا، استطاعت الحكومة الليبية أن توقف التهديد الموجود على النفط، واليوم لدينا موانئ نفطية قادرة على تصدير النفط برغم الوضع الامني في ليبيا".
وكانت قوات أمريكية خاصة أوقفت الناقلة مورننغ غلوري في مارس/آذار الماضي قبالة جزيرة قبرص في البحر المتوسط بعد أيام من مغادرتها ليبيا محملة بشحنة من النفط الخام بلغت نحو 234 الف برميل من النفط الخام من ميناء السدرة، الذي سيطر عليه متمردون ليبيون بقيادة ابراهيم الجضران الذي طالب بالحكم الذاتي وبحصة من النفط.
وتتصاعد حدة الأزمة السياسية والأمنية والعسكرية التي تعيشها ليبيا منذ اندلاع شرارة الاقتتال المسلح بين عدد من الفصائل المسلحة المتنازعة على فرض السيطرة بقوة السلاح على مناطق استراتيجية، ولا سيما في مدينتي بنغازي والعاصمة طرابلس.
فيما قال وزير الخارجية الامريكي إن بلاده اضطرت إلى نقل طاقم السفارة الامريكية من العاصمة الليبية طرابلس "بشكل مؤقت" بسبب المعارك التي دارت حول السفارة ولم تستهدفها.
وأضاف كيري: "كما أعلنا يوم 26 يوليو/ تموز (الماضي)، قمنا بشكل مؤقت -وأؤكد على كلمة مؤقت- بنقل طاقمنا خارج السفارة في طرابلس بسبب القتال الذي دار حول السفارة، وليس ضدها".
ومضى قائلا إن "الهدف من الغلق المؤقت للسفارة هو التأكد من ضمان سلامة طاقمنا الذين يعملون بشكل مؤقت من أماكن أخرى (لم يحددها)".
وتابع أن وزارته "تعمل على إعادة موظفيها إلى السفارة في طرابلس.. نحن ملتزمون بدعم الشعب الليبي، والعمل مع الحكومة الليبية وإعادة موظفينا إلى طرابلس حالما يتحسن الوضع الأمني".
وكان موظفو السفارة الأمريكية غادروا العاصمة الليبية يوم 26 يوليو/تموز الجاري إلى تونس، بسبب الاشتباكات الدائرة بين الكتائب المتنازعة حول مطار طرابلس الدولي جنوبي العاصمة الليبية.
وتحدث الوزير الأمريكي عن مدى خطورة المرحلة التي تمر بها ليبيا حالياً قائلا "إنها فترة حرجة في ليبيا، ونحن نحث الليبيين على احترام نتائج انتخابات مجلس النواب الأخيرة ودعم مجلس كتابة الدستور ونبذ اعمال العنف".
وجرت الانتخابات البرلمانية في ليبيا في يونيو/حزيران الماضي لانتخاب 200 نائب بمجلس النواب (البرلمان).
وأعرب كيري عن دعم بلاده للعملية السياسية في ليبيا، وأن "التحديات في ليبيا لن تحل بغير الليبيين".
وختم بقوله: "نعتقد أن ليبيا مليئة بالاحتمالات المبشرة حتى في هذه اللحظات الصعبة ونحن نعمل بشكل وثيق جداً مع اصدقائنا الليبيين في محاولة لمساعدتهم على بناء قدرات الحكومة لتستعيد الاستقرار في البلاد".