يرى المفكر حسن حنفي أنّ من السابق لأوانه الحكم بفشل الربيع العربي الذي بات يتأرجح بين الاستبداد الديني واستبداد العسكر، مؤكدا أن ثورة ثالثة في الأفق، وهي ثورة الجياع. حاورت حنفي حول رؤيته لإصلاح الفكر الديني. في مراكش على هامش مشاركته في ملتقى فكري نظمته مؤسسة"مؤمنون بلا حدود" (مؤسسة للأبحاث. يرى المفكر المصري حسن حنفي أنّ من السابق لأوانه الحكم بفشل الربيع العربي الذي بات يتأرجح بين الاستبداد الديني واستبداد العسكر، مؤكدا أن ثورة ثالثة في الأفق، وهي ثورة الجياع. وحاور التلفزيون الألمانى حنفي حول رؤيته لإصلاح الفكر الديني. في مراكش على هامش مشاركته في ملتقى فكري نظمته مؤسسة"مؤمنون بلا حدود" (مؤسسة للأبحاث والدراسات مقرها الرباط) حاورت DW المفكر الدكتور حسن حنفي، حيث جرى تكريمه باعتباره أحد رواد فكر التجديد في الدين الإسلامي من منظور معاصر، مستلهماً فكرة حركة الإصلاح الديني التي أطلقها مارتن لوثر في ألمانيا في بدايات القرن السادس عشر. كيف يمكن إذن إعادة الأمور إلى نصابها بعد كل ما حدث؟ الأفضل هو إقالة الحركة الإصلاحية من عثرتها والرجوع بها إلى جذورها عند الأفغاني، وإنهاء ردود الأفعال على الثورة الكمالية في تركيا وعلى الثورات العربية الأخيرة، والبدء من جديد بطرح سؤال بسيط، ما هي التحديات الرئيسية المطروحة أمام الأمة وما هي أدواتك لمواجهتها؟. وهي برأيي سبعة تحديات رئيسية، تحرير الأرض - فلسطين- باعتبار الأرض جزء من الإلوهية، تحرير المواطن، توحيد الأمة، العدالة الاجتماعية، التنمية، قضايا الهوية، الجماهير وكيفية حشدها بطرق سلمية من أجل قضايا الأمة... تحت وطأة نزعات التطرف والعنف التي تأخذ صبغة إسلامية، ترتفع الأصوات الداعية إلى تحييد الدين بشكل تام عن شؤون الدولة المدنية، لكنهم يصطدمون بالمؤسسة الدينية التقليدية وكذلك بنفوذ الحركات الإسلامية في الشارع، فما العمل، وهل هنالك مدخل لمعالجة هذه الإشكالية من داخل المجال الديني؟ هذا تصحيح خطأ بخطأ. إن ربط الدين بالإرهاب، باعتباره مظهرا لتداخل بين الدين بالسياسة، هو تصوير خاطئ للمسألة، كما أن محاولة الفصل بينهما، أو جعل الدولة ذات اليد الطولى في أمور الدين، هو خطأ آخر.لا يوجد مفهوم للإرهاب هكذا، فالدولة تمارس الإرهاب عندما تضع مواطنيها في السجون، حاليا هنالك زهاء 24 ألفا في سجون مصر. وقد كانت السجون باستمرار مليئة بالخصوم السياسيين. إن ما يُسبب الإرهاب هو إحساس المواطن المسجون بأنه عُذب ظلما. انظر إلى حياة سيد قطب الذي كان شاعرا وناقدا أدبيا من أنصار الحداثة وأنصار العقاد، وهو من أوائل من كتبوا عن نجيب محفوظ، وعندما أتت الثورة المصرية في 1952 استدعاه جمال عبد الناصر ليكون رئيسا للتحرير وسمح له بالأحاديث في الإذاعة المصرية، وكتب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" و" معركة الإسلام والرأسمالية" و"السلام العالمي والإسلام"، ولكنه في نهاية المطاف وبعد تعرضه للتعذيب كتب "معالم في الطريق" الذي كفّر فيه المجتمع، وللأسف نسي الناس أعمال سيد قطب الأولى ولم يقرأوا إلا كتابه الأخير"معالم في الطريق". إن ما يصطلح عليه بالإرهاب هو رد فعل على فعل وليس فعلا (من صفر)، وبالتالي فان بناء المجتمع الديمقراطي والمدني الذي يؤمن بالرأي والرأي الآخر، هو السبيل للتخلي عن الإرهاب. أما الفصل بين الدين والدولة، فهذا هو النموذج الغربي، الذي أخذوا به بعد فشل محاولات فكرية كثيرة في إصلاح الكنيسة، إلى أن جاء المصلح مارتن لوثر ودعا إلى حرية المسيحي في مواجهة سلطة الكنيسة، كسبيل لإصلاح الفكر المسيحي...