بالرغم من المشاكل المتراكمة التي تعيشها مصر،.. والمرار الطافح الذي يتجرعه المصريون كل دقيقة، والشهداء الذين يتساقطون بين ظهرانينا يوميا، وجرح سيناء الغائر الذي تتجه أصابع الاتهام فيه إلى «بعض» اشقائنا في فلسطين.. بالرغم من كل ذلك لم تتقاعس مصر عن واجبها ودورها في التصدي لبلطجة الصهاينة، وعدوانهم الفاجر على «اشقائنا» الفلسطينيين في غزة الذي ذهبت ضحيته اكثر من 200 نفس بريئة حتى الآن. مصر.. الشقيقة الكبرى.. الجريحة.. التي تعاني وسط محيط من الاعداء المتربصين لترنحها،.. و«بعض» الاشقاء المنتظرين لسقوطها، حاولت حقن دماء الاشقاء في فلسطين، واطلقت مبادرة تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار، لم تأت المبادرة من فراغ بل سبقها جهود مكثفة، واتصالات مضنية مع جميع الأطراف المعنية، سواء الفلسطينية والاسرائيلية، أو الاقليمية والدولية، واعتقدت «مصر» ان مبادرتها ستؤدي إلى الحيلولة دون تصاعد أعداد الشهداء والمصابين، وتهيئ المناخ لاستئناف مفاوضات جادة، وتحقيق تطلعات الأشقاء الفلسطينيين في العودة إلى حدود 1967، وإقامة دولة عاصمتها القدسالشرقية، وذلك كله وفق إطار زمني محدد. وتتلخص المبادرة باختصار في: -1 الوقف الفوري لإطلاق النار. -2 إيقاف استعدادات الاجتياح البري واستهداف المدنيين. -3 توقف كافة الفصائل الفلسطينية العمليات العدائية ضد الكيان الصهيوني. -4 فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع. -5 بحث إقرار الأمن بمفاوضات مباشرة بين الطرفين. -6 تحدد الساعة السادسة صباحاً يوم الثلاثاء 15 يوليو لبدء التنفيذ بعد موافقة الطرفين، وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين، وتتابع التنفيذ. فماذا حدث؟.. وافقت إسرائيل، وقال رئيس وزرائها «نتن ياهو» إذا لم تقبل حماس مبادرة وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل سيكون لديها كل الشرعية الدولية لتوسيع العملية العسكرية. .. وللأسف رفض قادة «حماس» المبادرة، وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم: «لا نوافق فلم يحدث في حالات الحروب أن يتم وقف إطلاق النار قبل التفاوض»!!. .. وطبعا استغل جلاوزة النظام الصهيوني رفض «حماس» للمبادرة، ليروجوا للعالم كله عبر وسائل الإعلام التي يسيطر اليهود عليها أنهم – أي الصهاينة – بالرغم من تفوقهم العسكري قبلوا المبادرة المصرية، بينما رفضها «إرهابيو حماس». وسارع قادة «حماس» بصب لعناتهم على مصر المتواطئة – من وجهة نظرهم – مع إسرائيل حسب زعم القيادي الحمساوي مشير المصري. واتهموا المبادرة المصرية بانها تقاطعت مع وافشلت وساطات قطرية وتركية اكثر قيمة واكبر اهمية، وتحقق مصالح الفلسطينيين! ومنها الاتفاق على وضع المعابر مع غزة تحت الادارة العربية والدولية!! اي ان تسلم مصر معبر رفح مثلا لإدارة عربية ودولية؟! طبعا لا يمكن ان يقبل التنظيم الدولي للاخوان المسلمين ان تحقن مصر دماء الفلسطينيين في عهد الانقلاب؟! ولابد ان يطيع مشعل وهنية وبرهوم اوامر من يأوونهم على ضفاف الخليج.. والبوسفور،.. ولا عزاء لدماء الشعب الفلسطيني الذي يمثلونه!!. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66