رصدت الإذاعة الألمانية، إقبالاً متواضعًا وخصوصًا من الشباب، اتسمت عملية الاقتراع من الانتخابات الرئاسية في يومها الأول، بأجواء احتفالية لأنصار المشير عبدالفتاح السيسي، في المقابل تفتقد مكاتب الاقتراع في أحياء بالقاهرة، مؤيدين ومراقبين إلى جانب حمدين صباحي، المرشح المنافس، بينما تتنافس النساء في إظهار تأييدهن للسيسي. وقال إن لجان التصويت صباح الاثنين في منطقتي المعادي وحلوان شهدت إقبالاً متوسطًا خاصة من السيدات وكبار السن، وسجل في لجان التصويت إقبال ضعيف من الشباب، فيما بدأ الهدوء يسود معظم اللجان من الساعة الواحدة ظهرا خاصة في لجان الرجال. "بتحب أبوك ولا السيسي؟" هكذا تسأل أم طفلها ذي الست سنوات أمام السيدات الأخريات أمام لجنة 54 في مدرسة القدس الإعدادية بنين لتثبت حبها وانتخابها للمرشح عبدالفتاح السيسي وسط فرحة وزغاريد من السيدات الأخريات وهن يحثونه على قول السيسي والهتاف له. يبدأ الطفل في الاستجابة للسيدات من حوله ويهتف للسيسي.. وتستجيب السيدات لهتاف الطفل فينطلقن في الزغاريد ويهتفون "بشرة خير"، و"ربنا ينصر مصر"، و"ربنا يصلح البلد".. تقول والدته للسيدات من حولها: "الواد بيحب السيسي والله، وبيتخانق مع أبوه بسببه.. أصل أبوه مدروش شوية.. تتطوع أخرى فتقول: أصل جوزها إخواني". إحدى السيدات حسنية محمود إبراهيم ربة منزل 63 عاما، تحاول اللعب مع الطفل فتقول له: "قول بحب السيسي وانا هديك العلم ده". تقول: "انتخبت السيسي عشان حاسين البلد هيبقى فيها نظام، والراجل بيسافر بره قبل ما يسيب شغله.. كل ده عشان مصر لان هو ملهوش انه يسافر بره.. حاسين ان هيحصل خير في البلد.. إيه اللي يخليه يسيب مركزه وشغله ومنصب المشير ويبقى رئيس .. كل ده عشان يكافح ويخدم الشعب". أما محمد جمال (54 عاما) فيقول وهو يشير بيديه علامة النصر بعد خروجه من اللجنة الانتخابية "نحن نبحث عمن سيبسط ويفرض سيطرته ويستعيد الأمن، ونحن متأكدون من أن السيسي سيستطيع إعادة أجهزة الدولة للعمل معه بكفاءة.. مرسي لم تكن أجهزة الدولة تعمل معه ولذلك فشل.. المهم الآن هو عدم سقوط مصر في الفوضى". "علي وعلي وعلي الصوت.. الشعب المصري مش هيموت" و"تحيا مصر" بهذه الهتافات وهتافات أخرى هتفت السيدات أمام مدرسة القدس الإعدادية بنين بمنطقة حلوان، فيما رقص بعضهم على أنغام أغنية بشرة خير التي خرجت من مكبر صوت في ناقلة "توك توك"، رافعين صور السيسي، فيما انطلقت الزغاريد داخل اللجان أثناء التصويت. و"بشرة خير" هي الأغنية الأشهر حاليا في الشارع المصري، للمغني الإمارتي حسين الجسمي الذي يحث فيها المصريين على النزول للانتخابات. وأمام المقر الانتخابي في مدرسة الفيروز وأثناء انتظار العشرات من السيدات في الطابور للدخول للتصويت قاد شابان الهتافات المؤيدة للسيسي في مخالفة لقواعد اللجنة العليا للانتخابات، حيث هتفا "بنحبك ياسيسي" و"السيسي ياكايدهم"، فيما غنت السيدات بأنفسهن أغنية "تسلم الأيادي" المؤيدة للجيش والسيسي. فيما وصلت سيارات عليها لافتات لحزب النور السلفي وصورة السيسي تقل ناخبات وناخبين إلى مقرات بعض اللجان. وشهد محيط لجان التصويت تواجدا أمنيا مكثفا من رجال الجيش والشرطة والقناصة فوق بعض المباني المحيطة بالمدارس التي تتواجد فيها لجان تصويت، كما انتشر رجال المباحث في الشوارع المحيطة باللجان وأمامها لمراقبة المارة على الرغم من إغلاق الشوارع المحيطة بمقار اللجان الانتخابية على نحو 50 مترا على غير المعتاد. وتواجدت شرطة نسائية في لجان السيدات تقوم بتفتيش حقائب الناخبات، كما حلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش بكثافة بصورة منخفضة طوال اليوم في محيط اللجان الانتخابية لمراقبة الأجواء ورصد أي تحركات مريبة. وقال يائير غارسيا، عضو محكمة الانتخابات المكسيكية أمام المقر الانتخابي في المعهد الابتدائي الأزهري للبنات، أثناء مراقبته لجان التصويت في منطقة المعادي،: "أنا هنا أمثل دولة المكسيك ضمن دعوة اللجنة العليا للانتخابات لبعض الدول للمشاركة في مراقبة ومتابعة الانتخابات.. الهدف من وجودنا هو مشاركة الشعب المصري بخبراتنا ونقدم التعاون كي نرسخ العلاقات بين مصر والمكسيك وتتحسن في الفترة المقبلة.. نحن أيضا نهدف إلى تكثيف المشاركة المجتمعية وزيادة الشفافية حتى يصل الجميع لرضا كامل عن العملية الانتخابية". يضيف "أقوم بجولات على بعض المقار الانتخابية لأرصد مدى المشاركة الشعبية في الانتخابات"، رافضا الحديث عن رأيه في مدى الإقبال على الانتخابات قائلا "عندما تنتهي الانتخابات سندلي برأينا في العملية الانتخابية ككل". من جهته قال علاء عبدالله أحد المراقبين التابعين لجمعية "الاعتصام"(مصرية غير حكومية) الحاصل على تصريح لمتابعة الانتخابات وهو يقوم بجولة في مدرسة الصم والبكم في حلوان وبها لجنتان انتخابيتان للرجال: "معظم اللجان تم فتحها في التاسعة صباحا ولم أرصد مخالفات كبيرة"، فيما اشتكى بعض القضاة من غياب الأدوات الكتابية في بعض اللجان. ويضيف "المشاركة ضعيفة جدا بالمقارنة بالاستفتاء على الدستور، ومن الملاحظ جدا أن معظم الشباب مقاطعين للانتخابات الرئاسية كما قاطعوا الاستفتاء على الدستور". وانتشر مندوبو المرشح عبد الفتاح السيسي في بعض اللجان الانتخابية إلا أنه كان ملاحظا غياب مندوبين للمرشح المنافس حمدين صباحي، إلا في لجان قليلة جدا، بسبب قلة الشباب المشاركين في حملة حمدين صباحي. ولحث المواطنين على المشاركة تم الدفع بشباب من مساعدين في اللجان الانتخابية لمساعدة الناخبين خارج اللجان في البحث عن أرقامهم في الكشوف الانتخابية.