رصد تقرير لمجلة "المونيتور" الأمريكية، التحولات في موقف حزب "النور" السلفي، المؤيد للمشير عبدالفتاح السيسي، المرشح الرئاسي الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات المرتقبة، واصفة الحزب الذي تأسس بعد شهور من ثورة 25 يناير 2011 بأنه "براجماتي"، في الوقت الذي رفض فيه قيادي بالحزب توصيفه على أنه حزب ديني. وتحت عنوان "الحزب السلفي في مصر يلعب بشكل محايد وسط موجة معادية للإسلاميين"، قالت المجلة إن حزب "النور" يبدو أكثر تقلبًا من أي وقت مضى، فمنذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013، وسقوط جماعة "الإخوان المسلمين، نمت المشاعر السلبية تجاه الأحزاب الإسلامية في الشارع المصري وازدادت بعد الهجمات الإرهابية". وأشارت إلى أنه في "أول ظهور متلفز للسيسي، أعاد السياسات المتشددة تجاه الإخوان المسلمين، مع وجود اتجاه لتطبيق القانون الخاص بالمادة 6 من الدستور عام 2014 والذي يحظر تشكيل حزب على أساس ديني". ورأت المجلة أن" الانحدار الواضح للإسلام السياسي أدى إلى أن يدفع حزب النور السلفي الفاتورة من سمعته، وهو ما يفسر انفصاله السياسي عن التيار الإسلامي". من جانبه، رفض عمرو فاروق، مساعد رئيس حزب "النور" للشؤون الخارجية في وصف الحزب بالديني، قائلاً: "لسنا حزبًا دينيًا، ونحن نمتثل للدستور بنسبة 100 ٪، والأحزاب الدينية ستقسم المصريين وهو ما يتناقض مع مبادئ النور". وأردفت المجلة أن "براجماتية الحزب ودعمه الحالي للسيسي في الانتخابات الرئاسة يشكل أقصي فرص البقاء" كما يرى محللون. وأشارت إلى تصريح يونس مخيون، رئيس الحزب، عبر صفحة الحزب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بأن السيسي حظي بتصويت الأغلبية الساحقة من الأعضاء إلا أنه على رغم إعلان الحزب دعم المشير، كان هناك أعضاء رئيسيون مثل نادر بكار لم يتهربوا من تشويه سمعة الحملة الانتخابية الرئاسية للسيسي، وفق المجلة، مستشهدة بمقاله بصحيفة "الأهرام" في 13 مايو الجاري. وقالت إنه "سواء كان يقصد بكار النقد البناء أو عرض الخلافات الداخلية، فهذا يعكس رسائل مختلطة يحاول بها حزب النور الثبات في التزام الحياد لمنع مزيد من ردود الأفعال التي تتعلق بما يراه معظم الإسلاميين ب "الانقلاب، ويتضح الحياد بشكل جلي في مزيد من إدانة الهجمات الجديدة على جماعة الإخوان المسلمين وأمن الدولة والحركات العلمانية". وعن موقف "النور" من عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، قالت حنان علام أمينة اللجنة النسائية بالحزب للمجلة إن "الحزب أيد عزل مرسي لحماية سمعة التيار الإسلامي وللتمكن من المشاركة السياسية مستقبلاً وتجنب مزيد من الاضطرابات". ورأت المجلة أن "هذه التحولات أدت إلى الارتباك وعدم الثقة بشأن ممارسات الحزب الإيديولوجية والنوايا السياسية المستقبلية وبقائه على قيد الحياة، لكن الخبراء السياسيين أيدوا تلك التحولات في ظل طموحات الحزب السياسية والشعور بالخيانة من قبل الإخوان المسلمين لعدم تخصيص لمناصب وزارية مناسبة للحزب خلال فترة وجودهم في الرئاسة". وقال الدكتور سيد صادق المحلل السياسي، والأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن "النور يسعى للهيمنة السياسية بمضمون جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن سقط منافسهم الإسلامي السابق، إلا أنهم مثل الحرباء فيما يتعلق بالسلوك، فهم في محاباة دائمة مع أمن الدولة من جهة والتعاون السابق مع الإخوان من جهة أخرى". وأشارت "المونيتور" إلى أن "الحزب السلفي لا يزال يحاول تعزيز الشمولية السياسية وليس الهيمنة أو الحصول على مقاعد أغلبية بمجلس الوزراء، خاصة بعد دعمه لحكومة إبراهيم محلب رئيس الوزراء الحالي رغم اختلاف الإيديولوجيات". ولفتت إلى أن "الحزب يعترف بأنه مستقبله السياسي غير مؤكد، نظرًا لفقدانه المقوم الأساسي بعد زوال الإخوان، كما أنه مستمر في المحاولة لاستعادة الدعم حيث يركز طاقاته على مستوى القاعدة الشعبية بتزامن عمله مع سلطات الدولة". وللحصول على انتعاشه شعبية، أشار "النور" إلى ضرورة المشاركة السياسية في البرلمان القادم عبر انتخابات ديمقراطية وهو شرط أساسي شدد عليه الحزب عقب عزل مرسي، كما نقلت المجلة. وقال محللون سياسيون إنه "يجب الاعتراف بضرورة وجود حزب "النور" النشط في الحكومة المقبلة كدليل على الشمولية السياسية، فهم يعرفون حدودهم". وقال سيد صادق "لقد تم تقويض مستقبل الإسلام السياسي، فهو يحتاج لجيل جديد مما يتطلب وقتًا كبيرًا"، مدللاً على كلامه بسقوط الشيوعية في أوروبا الشرقية عام 1989، وما سماها ب "فوضى الإسلام السياسي الحالية". http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2014/05/nour-salafist-egypt-sisi-elections-president-islamist.html#