أكدت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية خطورة الوضع في مدينة دونيتسك بعد الاستفتاء على استقلالها عن أوكرانيا، موضحة أنها أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان (4.5 ملايين نسمة) وتشكل العمود الفقري للاقتصاد الأوكراني. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن الانفصاليين الموالين لروسيا, الذين نظموا هذا الاستفتاء يقودون مدينتي دونيتسك ولوغانسك إلى طريق ينتهي إلى وحدتهما مع روسيا، ومما يزيد الأمر سوءا أن الحكومة الجديدة, ليس لديها رد على هذا التحدي. ومع ذلك, تعتقد الصحيفة بوجود إمكانية للخروج من هذه الأزمة بأن تفتح كييف حوارا مع الحركة الموالية لروسيا, وتقدم عرضا سخيا ومحددا من الحكم الذاتي، وقالت إن هذا الأمر قد يسمح للجانبين بالتراجع عن حافة الهاوية, وختمت بأنه دون خطوة جريئة وتصالحية من جانب كييف, فإن تمزيق أوكرانيا يبدو حتميا. وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في مدينتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا أعلنوا أن 89.07% من المشاركين في استفتاء 12 مايو, صوتوا لصالح الانفصال عن كييف, التي أعلنت مسبقا رفضها الاعتراف به، في حين أكد الاتحاد الأوروبي أنه لن يعترف بنتيجة الاستفتاء، واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الاستفتاء لا قيمة له. وفي المقابل، دعت روسيا إلى تنفيذ نتائج الاستفتاء, الذي جرى في دونيتسك ولوغانسك في 12 مايو, من دون عنف وبطريقة حضارية، في وقت اتهم فيه الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف روسيا بالعمل على إسقاط السلطة القائمة في كييف, عبر تأييدها هذا الاستفتاء. وشدد الكرملين في بيان له في 12 مايو على ضرورة الانطلاق من مبدأ أن يتم التطبيق العملي لنتائج الاستفتاء بشكل متحضر, ومن دون أي لجوء للعنف، وعبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك. كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده لا ترى فائدة من إجراء محادثات دولية جديدة بشأن أوكرانيا, من دون ممثلين عن المناطق الانفصالية, في شرق البلاد