التقى الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أمس بشيوخ قبائل محافظتي شمال وجنوبسيناء بقرية موسى كوست براس سدر، للاستماع إلى شكواهم ومطالبهم ووضع الحلول السريعة لها. وكان في استقبال شرف عواقل ومشايخ سيناء الذين عرضوا مطالب أبناء سيناء على رئيس الوزراء، بحضور اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية ومحسن النعماني وزير التنمية المحلية والدكتور سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي واللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني. كما حضر محافظو شمال سيناء اللواء السيد عبد الوهاب مبروك، وجنوبسيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، والسويس اللواء محمد هاشم، واللواء أسامة الطويل مدير أمن السويس. وأكد شرف خلال اللقاء أن مشاكل التعامل الأمني والمعتقلين مع أبناء سيناء, تمثل أولوية قصوى, حيث يولي وزيرا العدل والداخلية تلك المشكلة اهتماما كبيرا, فضلا عن المشاكل المتعلقة بتملك الأراضي والتوظيف وشغل المناصب القيادية. وبدأ شرف لقاءه مع شيوخ القبائل السيناوية، بقوله: "جئت اليوم لنأكل عيش وملح مع بعض"، مضيفًا أنه جاء محمّلاً بالعديد من الرسائل التى يرغب في نقلها للشعب المصري بأكمله. وأضاف: "أول رسالة تهئنة وتقدير للمشير طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري، والرسالة الثانية تهئنة متكررة للشعب المصري بالثورة العظيمة 25 يناير، والرسالة الثالثة من مواطن مصري مجند بالقوات المسلحة كان يرغب في التواجد بسيناء لتهئنة شعبها بعيد تحريرها، وهو محمد عصام شرف". وفي الرسالة الرابعة التي خصّ بها أهالي سيناء خلال اللقاء، أكد شرف أن "كل ما أشار اليه أبناء سيناء من مشكلات وعراقيل هي محاور المرحلة القادمة وتكليفات جادة للمحافظ". وأضاف قائلاً في كلمته للحضور "جئت اليوم لطي صفحة الماضي بكل ما تحمله.. ولندشن معًا صفحة جديدة للمستقبل". وقال إن الفترة القادمة تشهد ثلاث لاءات هي: "لا للاضطهاد الأمني.. لا للتفرقة في التعامل.. لا للتجاهل والتهميش"، موضحًا أن أبناء سيناء هم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات, وأن المرحلة المقبلة تقوم على المواطنة ومن ثم ضرورة المشاركة في خطط التنمية حتى تعم الفائدة على الجميع. وتحدث العديد من أهالي سيناء حول اهم المشكلات التي يعانون منها، وأهم العراقيل التي واجهتهم في المرحلة الماضية. وطالب الشيخ إبراهيم سالم أمين شيخ قبيلة المزينة خلال اللقاء، بوضع تنمية سيناء على أولويات اهتمام الحكومة واعتبار المشروع القومي لتنمية سيناء بمخصصاته هو مرجعية التنمية مع وضع أسبقية أولى لمنطقة وسط سيناء. وأثارت عملية الاختيار للمشاركين في المؤتمر انتقادات من جانب العديدين، إذ أكد منتقدون أن عملية الاختيار اقتصرت على قيادات الحزب "الوطني" المنحل بينما تم تجاهل شباب الثورة. وقال صالح ياسين رئيس "جبهة حماة الثورة" بجنوبسيناء الذي لم يتم دعوته، إن الاجتماع جاء تنظيميا على طريقة الحزب "الوطني"، ولم يتم توجيه الدعوات للقوى السياسية بجنوبسيناء مثل أمين "حزب السلام" ورئيس الحزب "الدستوري" وحتى شباب الثورة لم يتم دعوتهم. وأضاف بعض ممن منعوا من دخول المؤتمر "إننا قدمنا من مدن بعيدة من دهب ونويبع وكاترين وقطعنا مسافة 420 كيلو متر، لكن تم منعنا من الحضور" لعدم إدراج أسمائهم ضمن الحضور، وقالوا إن قائمة الأسماء التي كتبها رؤساء المدن شملت الشيوخ وأعضاء مجلسي الشعب والشورى وقيادات الحزب "الوطني" المنحل. فى السياق ذاته، تمنى فيصل عبد الله وهو أحد شباب بدو سيناء أن يقوم رئيس الوزراء باختيار محافظ جديد لجنوبسيناء مع الثورة وليس ضدها، مطالبًا الإطاحة بشوشة الذي وصفه بأنه من "بقايا العهد البائن". وأضاف: إننا يجب أن نشعر بالتغير بعد الثورة، وهذا ما لم نشعر به في جنوبسيناء في عدم تغيير القيادات التابعة للنظام السابق. وتساءل: لماذا الإصرار على الاحتفاظ بالموظفين من ثبت إدانتهم وفاسدين لمصلحة من ومن يحميهم. فيما قال خالد عبد الله فريج من شباب الثورة "إننا مستمرون في الاحتجاج أمام مبنى محافظة جنوبسيناء بطور سيناء ولن نرحل حتى رحيل شوشة". واستخدم المحتجون مكبرات الصوت مطالبين إعطاء دفع قوية لبعض المشروعات الاستراتيجية المتوقفة مثل مشروع ترعة السلام، خط السكة الحديد، تطوير ميناء العريش، أرض سهل القاع، المشروعات السياحية بخليج العقبة، المناطق الصناعية وعبر شيوخ القبائل عن أهم متطلبات الشعب السيناوي، وقال أحمد عيد هاشم من شيوخ قبيلة العليقات "نتمنى فتح مجالات الاستثمار السياحي والصناعي لأبناء جنوبسيناء، وإلغاء القرار رئيس الوزراء السابق بحق الانتفاع 99 عامًا للأراضي والمشاريع التي تقام على أرض سيناء وتعيين مشايخ جدد". وقال سلام أبو جازي شيخ قبيلة الترابيين نطالب رئيس الوزراء أن يصدر قرارًا بأن يكون هناك نسبة ثابتة في تعيين أبناء سيناء بشركات البترول والتعدين والسياحة وهيئة النقل والمواصلات. بينما طالب شيخ عوده معمر شيخ قبيلة القرارشة بضرورة إصدار عفو شامل عن جميع كل من صدر ضده أحكام غيابية والحضورية من أبناء سيناء، معتبرا أن بعض هذه الأحكام صدرت في ظل ممارسات وأوقات وظروف ما قبل الثورة. وطالب شيخ راضي محارب من شيوخ قبيلة العليقات بوضع سيناء ضمن اهتمامات الحكومة وضرورة الاستفادة من موارد سيناء السياحية والبترولية والتعدينية. من جانبه، قال حسام شاهين النائب السابقق عن دائرة العريش إن زيارة شرف لجنوبسيناء وتجاهلة للعريش "امر غير مرغوب فيه"، مضيفا: كنا نتمنى أن يكون اللقاء فى العريش أو أي مدينة فى شمال سيناء وأن يدعى للقاء كافة أبناء سيناء وليس مجموعة فرضت نفسها على الساحة.