«مصر هي العمق الاستراتيجي للعرب كلهم، والاستثمار في مصر ودعم اقتصادها واجب وطني على كل رجل اعمال عربي». هذا ما قاله لي في منزله، قبل سنوات، رجل الاعمال الكويتي ناصر الخرافي الذي انتقل الى جوار ربه في القاهرة التي عشقها حيا، وفاضت روحه على ارضها. رحم الله هذا الرجل رحمة واسعة فقد كان بحق عاشقا لمصر قولا وفعلا، افتخر دائما بانه درس في «فيكتوريا كوليج»، كأغلب ابناء الشيوخ، والطبقة الارستقراطية الخليجية في الخمسينيات والستينيات، وبدأ التركيز في استثماراته داخل مصر في وقت مبكر جدا عقب تخرجه وعمله في مجموعة والده رجل الاعمال الراحل محمد عبدالمحسن الخرافي. وكان ناصر الخرافي – رحمه الله – يأتمن المصريين على ادارة اغلب شركات مجموعته، فتجد الغالبية العظمى من مديري الادارات والشركات من ابناء المحروسة، وبلغ عدد شركات الخرافي العاملة في مصر اكثر من 530 شركة، يعمل بها اكثر من 285 الف موظف وعامل، برأسمال يقترب من 38 مليار جنيه، وبينها مشروعات عملاقة مثل مصانع انتاج اول كمبيوتر محمول «لابتوب» عربي، ومصانع للورق، والصناعات الغذائية، ومشروع «بورت غالب» العملاق بكل ما فيه، وما وفره من فرص عمل، اضافة لصناعات الالومنيوم والالكترونيات وغيرها مما لا مجال هنا لذكره. غير ان ما تهمنا الاشارة اليه هو مواقف الرجل تجاه مصر، التي لم تتغير ابدا في احلك الظروف التي تدفع برأس المال الجبان الى الفرار هلعا، فعندما قاطع العرب مصر عقب مبادرة السلام، رفض ناصر الخرافي ان يسحب استثماراته او يقلصها، وظل مؤمنا بضرورة دعم مصر، وفي منتصف التسعينيات عندما ضربت موجات متكررة من الارهاب ارض الكنانة، وسارع العديد من المستثمرين الى دفع اموالهم بعيدا عن اصوات الرصاص وشظايا القنابل، تمسك الخرافي باستثماراته على ضفاف النيل، بل وزادها تنوعاً وعمقا، واسند الاشراف عليها قبل سنوات للصديق العزيز المهندس ابراهيم صالح الذي اعطى مشروعات الخرافي في مصر ابعادا اجتماعية اعمق، ظهرت في المشهد المهيب الذي شهدته صالة المغادرة رقم 4 بمطار القاهرة التي احتشد فيها قرابة 600 مصري اصروا على ابلاغ تعازيهم لاهل الفقيد الذي كانت الطائرة التابعة لديوان أمير الكويت تنتظر جثمانه امامها، ما دفع بالدمع الى مآقي ابن الفقيد الاكبر الأخ مرزوق الخرافي فقال للمودعين والمعزين: «أحب أبي مصر، فأحبه أهلها، ولم يجد أجمل منها ليموت وسط أهلها الطيبين». رحم الله الفقيد ناصر الخرافي وغفر له، وألهم آله وذويه الصبر، وأعان محبيه على فراقه، وأدام دعوات المصريين له.. آمين. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 مفروش يا سجادي للأمرا في بلادي والفقرا والمحازينْ طب مين يعزي ف مينْ يا صاحبي يا راحلْ ومكتفه الميادينْ ف امبابه والساحلْ عين شمس والمطريهْ سهرانه في الجامعْ صوت الأدان جامعْ مسحراتي بافوتْ يا موعوظين بالموتْ الفجر جاي دامعْ مختار عيسى (مسحراتي المحروسة)