قالت مجلة "المونيتور" الأمريكية، إنه منذ بدء العملية العسكرية في شبه جزيرة سيناء، وعقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي ضد ما أسماه الجيش "العناصر المتطرفة"، كان هناك تعتيم إعلامي بشأن الأحداث الجارية في هذا الجزء الحيوي من البلاد مع تضييق يعاني منه المواطنون هناك. ونقلت عن الناشط السيسي مصطفى سنجر،" قوله، إن "واحدة من أهم المشكلات هي توقف شبكات الهاتف المحمول والإنترنت عن العمل، فلا توجد تغطية ثابتة منذ بداية حملة الجيش في يوليو 2013، ومنذ أغسطس تنقطع الاتصالات يوميًا من السادسة صباحًا وحتى السابعة مساء". وتابعت: "انقطاع الاتصالات لم يمنع المواطنين من الاتصال بعضهم البعض فحسب، إنما يعني عدم استطاعتهم تنفيذ الإجراءات في الجهات الحكومية والبنوك أيضًا التي تعتمد على الإنترنت، مما يدفع السكان للسفر إلى الإسماعيلية والتي تبعد حوالي 70 كيلومترًا من أقرب مدن سيناء من أجل ختم الأوراق الرسمية والحصول على بطاقات الهوية وتنفيذ الأعمال الأخرى، لكن الأكثر خطورة هو إمكانية تسبب قطع الاتصالات في موت شخص ما بسبب عدم قدرة السكان على الاتصال بالإسعاف لمساعدة المرضى أو مصاب بحادث سيارة". وقالت:" أزمة شبه جزيرة سيناء التي أشار إليها سنجر يقابلها صمت من المواطنين، وحسب تصريحاته يتضح أن الغالبية العظمى من المصريين لا يعرفون شيئًا عن الظلم الذي يتعرض له المواطنون هناك نتيجة التعتيم الإعلامي المفروض على ما يحدث بالمنطقة". ولفت سنجر إلى أن هذا التعتيم يتم تحت ذريعة أن الوضع في سيناء هو اختصاص حصري للقوات المسلحة، وأن الجيش هو المؤسسة التي لا يمكن أن تخطئ ولن تضطهد السكان، موضحًا أن السكان توجهوا بالشكوى عدة مرات لمحافظ شمال سيناء والمسئولين بالمجالس المحلية، وكانت الإجابة دائمًا: "لقد تم قطع شبكات الاتصالات لأسباب أمنية وللحفاظ على الأمن القومي للبلاد". وتساءل سنجر: "إذا كان الهدف من قطع الاتصالات هو منع الإرهابيين من التواصل مع بعضهم البعض كما يقول المسؤولون، فلماذا تسمح القوات المسلحة بعمل شبكات الإنترنت والهاتف المحمول في المساء؟، ولماذا الهجمات الإرهابية مستمرة رغم قطع خطوط الاتصال بالفعل؟". في نفس الإطار، قال ناشط وصحفي متخصص في شؤون سيناء رفض الكشف عن هويته، إن "انقطاع الاتصالات ليس الأزمة الوحيدة التي يعانى منها سكان المنطقة فهناك مشكلة أكبر تتعلق بالطبيعة العشوائية للحرب على الإرهاب والتي تشنها القوات المسلحة منذ عدة أشهر". وأضاف أن "هناك انتهاكات نفذت ضد مواطنين أبرياء ليس لديهم علاقة بالمنظمات الإرهابية، حيث قام بالجيش بتدمير المنازل وتجريف مساحات من الأراضي واعتقال العشرات دون أدلة على تورطهم في عمليات ضد الجيش أو قوات الشرطة". وتابع:" لا أحد يستطيع أن يتحدث عن هذه التجاوزات، وإلا فسوف يتم القبض عليه ويتعرض للضرب على أيدي قوات الأمن، كما يمكن أن يمتد العقاب إلى تهديدات بتدمير منازل العائلة والأصدقاء أو احتجازهم". واستطرد:" الأخبار المتعلقة بسيناء تنشر فقط من خلال تصريحات المتحدث باسم الجيش أحمد محمد علي، بالصفحة الرسمية على موقع "فيس بوك"، وهذا يقتصر على أخبار العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة أو تعرض الأفراد العسكريين لهجمات إرهابية، ولا يوجد أي إذاعة أو وسائل إعلام مرئية تغطي معاناة السكان". في المقابل، أكد اللواء مختار قنديل الخبير العسكري والرئيس السابق لوكالة "إعادة إعمار سيناء"، أن "قطع شبكات الاتصالات أمر ضروري في ظل الظروف السائدة في سيناء، فالإرهابيون يستخدمون الهواتف المحمولة والإنترنت للتواصل مع بعضهم، وهذا الوضع مؤقت وسيتوقف بمجرد انتهاء الجيش من ملاحقة الإرهابيين، يجب أن يتحمل الناس تبعات هذا الإجراء لأن الأولوية الآن هي الأمن". وفيما يخص الاعتقالات العشوائية لسكان سيناء، قال قنديل:" ما تفعله قوات الأمن هناك هو جزء من الحرب ضد الجماعات الخطيرة، ومن الممكن أن تحدث بعض الأخطاء نتيجة رغبة الجيش في القضاء على المتطرفين". بينما علقت المجلة بالقول:" محاولات السكان المحليين لتسليط الضوء على أوضاعهم لا تتوقف عند السعي على المساعدات من المسؤولين، وقد استغل عدد من الشباب ميزة مواقع وسائل التوصل الاجتماعي لرفع صوتهم ونشر معاناتهم لاطلاع المواطنين بالمحافظات الأخرى على أزمة سيناء". وأضافت:" واحداً من هذه المحاولات هي وسم # SinaiIsNotCovered أو "سيناء غير مغطاه"، والذي يهدف إلى كسر التعتيم الإعلامي وتشجيع سكان سيناء على التحدث عن مشاكلهم ورفض الظلم الذي يواجهونه، خاصة وأن الاعتراض خلال المظاهرات أصبح خطيرًا بعد بدء الحملة الأمنية، وذلك وفقاً لما أشار إليه أحمد الغول صاحب فكرة الوسم". وقال الغول:" هذا الوسم يقوم على فكرة كتابة الناس للأخبار المتعلقة بشبه جزيرة سيناء والأوضاع الصعبة التي يواجهها السكان على موقعي "تويتر" و "فيس بوك"، مع ختم الجملة بالوسم المشار إليه لتكون بمثابة نوعاً من حملة توعية المصريين". وقالت المجلة:" زعم الغول أن فكرة الوسم بعيدة النجاح، ولفت إلى أنه رغم عدم وجود أي تغيير في الوضع في سيناء، إلا أن الحملة نبهت الناس على الأقل لما يحدث".