طالبت لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بفتح ملف المفقودين داخل مقار مباحث أمن الدولة، والذي مضى على بعضهم أكثر من 15 عامًا دون أن يستدل لهم على أثر حتى الآن، ولإطفاء النار المشتعلة في قلوب أهاليهم، متطلعين لأن يعرفوا مصير أبنائهم، حتى وإن كانوا قتلى، وكلهم أمل في أن يروا رفاتهم، ليعيشوا على ذكراهم. فعلى مدار سنوات طويلة، قام أهالي المختفين بالبحث عن أبنائهم بجميع السجون، وقد انفطرت قلوبهم وجفت عيونهم من الدموع على أبنائهم وتوسلوا أمام كل باب للمسئولين أن يدلهم حتى على عظام أحبابهم ليدفنوها وتبقى ذكرى، لكن لارحمة للطغيان الذى قتل وسرق وانتهك كل الحرمات. وقال ممدوح إسماعيل، عضو مجلس نقابة المحامين، مقرر لجنة حقوق الإنسان بالنقابة، إن كل ما يتمناه أهالي هؤلاء المختفين أن يفتح تحقيق في ظروف اختفائهم، وأن تؤخذ عينات الحمض النووي (دي إن إيه) لمطابقاتها مع عظام وجدت في مقابر أسفل مقار "أمن الدولة"، حتى يبقى الأمل في مصر بمحاكمة المجرمين ويبقى الأمل أن يدفنوا أحبابهم مع دفن أسوأ عهد في تاريخ مصر. ومن بين هؤلاء المختفين، فرغلي عبد الرحمن فرغلي حسن طالب بكلية طب أسيوط كان فرحة وأمل أبيه الفلاح البسيط، قبل أن يفقدا زهرة حياتهما ذات يوم قبل نحو 17 عامًا، وتحديدًا في يوم 14 -11-1994، حينما داهمت قوة من مباحث أمن الدولة منزله بقرية جمريس مركز منفلوط أسيوط، بواسطة الضابط هشام السعدواي والمخبرين مصطفى الحمادي وعباس زكي. ولم يكن وحده فقد ألقي القبض معه على كل من حسين سيد الضبع وخالد حامد وهبة، ومنذ ذلك الحين لم يعثر له على أي أثر، وعبثًا حاولت أسرته طيلة هذه السنوات معرفة أي معلومة وطرقت كل الأبواب لعلها تجد الإجابة، حتى لو كان خبر وفاته، أو بالأحرى مقتله، فوالده الشيخ الكبير 69 عامًا يتمنى فقط جثة البنه أو حتى أى ذكرى منه. عامان فقط يفصلان اختفاء فرعلي عبد الرحمن عن نبيل محمد علي حسن والذي يعمل محاسبًا، والذي ألقى "أمن الدولة" القبض عليه في يوم 6 -7-1996 من منزله 66 ش الحكيم الغمراوى مدينة بني سويف، وتم اعتقاله بواسطة الضباط إبراهيم المصري وأحمد صادق وألقي القبض في نفس اليوم على صلاح محمود أحمد السيد. ترك نبيل طفلا صغيرا اسمه محمد وأصبح يبلغ من العمر حاليًا 15 عامًا، وهو الذي يقوم بمهمة البحث عن أبيه أو جثته، فهو يتمنى أن يعرف مصير والده، الذي لا يتذكر ملامحه، ولم يهنأ مثل الأطفال الآخرين برعايته وحنانه، ولم يفقد بعد كل هذه السنوات أن يعثر عليه، أو على الأقل أن يجمع عظامه بيده ليضعها في مقبرة يزورها كلما حن به الشوق إلى أب لم يره. أما عصام مصطفى أحمد علي عواجة، والذي كان يعمل محاميًا ورقم قيده بنقابة المحامين 188191، فقد ألقي القبض عليه في يوم 21-1-2000 من منزله باسيوط عمارة 13 ش سعد زغلول باسيوط، وكان عمره 35 عامًا، وتم القبض عليه بواسطة مخبر يدعى أحمد عبد القادر حسين كان يركب سيارة ميكروباص رقم 2017 الوادي الجديد. ويتهم والده العميد "أمن دولة" بأسيوط مصطفى توفيق باختطاف ويحمله المسئولية عن إخفائه حتى الآن، وكل مايتمناه والده البالغ من العمر حوالى 70 عامًا، هو العثور عليه ولو حتى على عظامه ليواريها التراب.