بدأ المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، والمرشح المحتمل للرئاسة، في عقد لقاءاته بقطاعات من الشعب، للحصول على دعمهم، وذلك بعد "انتهائه من الحصول على التوكيلات الشعبية اللازمة للترشح"، بحسب مصدر مقرب من الحملة. يأتي ذلك في الوقت الذي ما زال فيه حمدين صباحي السياسي الناصري والمرشح المحتمل للرئاسة، والمنافس الأول وربما الوحيد للسيسي، يحاول استكمال التوكيلات اللازمة للترشح لانتخابات الرئاسة المقررة يومي 26 و27 مايو المقبل. مصطفى بكري، الإعلامي المقرب من المؤسسة العسكرية وحملة السيسي، قال إن "المشير السيسي حصل على توكيلات من المصريين تتجاوز ال200 ألف توكيل وهو الرقم الذي يساوي 8 أضعاف ما حدده نص الدستور". وأضاف في تصريحات إلى وكالة "الأناضول" عبر الهاتف، أن "الحملة جمعت 200 ألف توكيل من المحافظات المختلفة"، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يصل عدد التوكيلات إلى نصف مليون قريبا. وقبل أيام، بدأ السيسي أولى لقاءاته الدعائية، باستقبال وفد من أهالي منطقة النوبة، في مكان مفتوح عبارة عن حديقة، بعيدا عن قاعات المؤتمرات المعتادة، وفقا لبيان لحملة السيسي، لم يفصح عن مكان تلك الحديقة وما إذا كانت في منزل السيسي أم لا. كما التقى، أمس في نفس المكان الذي التقى فيه أهالي النوبة، بعدد من مشايخ وعواقل القبائل بمحافظتي أسوان والبحر الأحمر ممثلين عن أهالي مناطق حلايب وشلاتين وأخرى، حيث قدموا له عدداً من التوكيلات التي تم جمعها من أهالى تلك المناطق، بحسب بيان لحملة السيسي. كما نقل بيان عن حملة السيسي، أمس، استقبال محمود كارم، المنسق العام للحملة، جمال السادات نجل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لينقل له تأييد عائلة الرئيس الراحل لترشح المشير. وعبر السادات، بحسب بيان الحملة، خلال اللقاء عن "ثقته وأسرته في المشير السيسي وأنه هو الوحيد الذي يملك الفرصة لتوحيد جميع المصريين في المرحلة القادمة، وأن صوته وأسرته للسيسي، وأنه يعلم أن هناك توجهات دولية ضد المصلحة العربية، ومصر وحدها هي القادرة على مجابهة هذا المخطط". أحمد خيرى، القيادي العمالي، قال إنه "التقى حملة المشير الأربعاء الماضي، للتشاور حول كيفية دعم العمال للحملة في مشوار الانتخابات الرئاسية". وأضاف: "نعد مصر جميعها عمال وفلاحين بالنزول بكثافة فى العملية الانتخابية، وهناك ترتيبات للقاء يومي غدا السبت وآخر بعد غد الأحد للقيادات العمالية مع حملة السيسي للترتيب للقاء بين قيادات عمالية ووزير الدفاع السابق". في المقابل، جاءت معظم بيانات حملة صباحي، حول دورها في جمع التوكيلات، والأزمات والمشكلات التي تقول إنها تواجهها خلال جمع هذه التوكيلات. وكان بيان لحملة صباحي، شكا الاثنين الماضي، مما أسماه "تجاوزات" لعدم وصول نموذج التوكيل (للمرشح) في الموعد المحدد له بالمحافظات (وعددها 27)، "وعدم تمكن الموظفين من التعامل معها فى مكاتب أخرى، وتحرير توكيلات بشكل جماعي دون حضور أصحابهم للمرشح المنافس، وحشد الموظفين بأتوبيسات من أجل عمل التوكيل لصالح مرشح معين، ورفض مديري وموظفي التوثيق فى عدد من مكاتب الشهر العقاري على مستوى الجمهورية تحرير توكيلات لصالح حمدين صباحي". وأعلنت الحملة في بيان، اليوم الجمعة، عن" انطلاق فاعليات ابتداء من الغد وعلى مدار الثلاثة أيام القادمة فى مختلف مدن مصر، أمام مقرات الشهر العقاري، لدعوة المواطنين لتوثيق التوكيلات لتأييد صباحى للترشح للرئاسة، ورفض الانتهاكات والاعتداءات التي تعرض لها مؤيدي صباحى فى محافظات مختلفة على مدار الأسبوع الماضي، ومحاولات التضييق على المواطنين الراغبين فى عمل توكيلات لترشيحه"، بحسب بيان صادر عن الحملة. وأضاف البيان، أن "الفاعليات تسعى للتأكيد على استمرار الحملة فى مواجهة تلك التجاوزات، وقدرة شبابها وأعضائها على مواصلة مهمة جمع التوكيلات رغم وضع العراقيل والمصاعب أمامها". مختار غباشي نائب رئيس "المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية" بمصر، قال إن "هذا أمر طبيعي؛ فالسيسي ضمن التزكيات والترشيحات اللازمة لترشحه، في ظل دعم قطاع كبير من الشعب له". وأضاف: "السيسي تخطى مرحلة التوكيلات، وبدأ في المرحلة الثانية بطرح نفسه وبرنامجه علي قطاعات الشعب، بينما لا يزال صباحي في أزمة جمع التوكيلات". ويعد السيسي، وصباحي، أبرز شخصين، أعلنا اعتزامهما الترشح للانتخابات الرئاسية حتى اليوم الجمعة، وينص الدستور المصري على أنه "يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكى المترشح 20 عضوًا على الأقل من أعضاء مجلس النواب (البرلمان)، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة (من إجمالي 27 محافظة)". ونظرا لعدم إجراء انتخابات مجلس النواب فإن الوسيلة الوحيدة للترشح للرئاسة ستكون جمع توكيلات من المواطنين.