هل يمكن ان نجلس الان ونحلل دلائل نتيجة الاستفتاء الذى تم حول التغيرات الدستورية ونقول ان النتيجة النهائية هى هزيمة الثورة لصالح الاخوان وفقدان رئيس الوزراء شرعيته لانه حلف اليمين امام معتصمى ميدان التحرير والذين صوتوا بلا فى الاستفتاء ؟ وهل يمكن ان تكون مزحة او (فرحة ) الشيخ محمد حسين يعقوب التى دفعته الى الحديث عن تقسيم مصر الى فسطاطين الاول يضم الاخوان والسلفيين والثانى يضم الاقباط والعلمانيين قراءة حقيقية لواقع التصويت ؟ اعتقد أن ثمة فساد فى الاستدلال اصاب العديد من الذين تصدوا لمحاولة قراءة نتائج الثورة ،واول درجة فى فساد الاستدلال هو فساد المقدمات ،لان علم المنطق يقول ان المقدمات الصحيحة تؤدى الى نتائج صحيحة والعكس . احد فلاسفة الاغريق زمان وهو يعلم تلاميذه ذهب الى جرة ماء نصفها معرض للشمس والنصف الاخر معرض للظل ثم قلبها واتى بتلاميذه يسألهم لماذا النصف المعرض للشمس اقل حرارة من النصف المعرض للظل وبدأ جميع الطلاب فى الاجابه والكل يجاوب خطأ، حتى جاء احد التلامذة يقول له استاذى ولماذا لا يكون احدهم قد قلب اتجاه جرة الماء لاى سبب من الاسباب ، وكانت هى الاجابه الصحيحة والمنطقية ويحيلنا هذا المثل الى ان كل من افترض فى الذين صوتوا بنعم هم من الاخوان المسلمين والسلفيين ودعاة الدين، وان كل من صوت بلا هم من المسيحيين والشيوعيين وطبقة المثقفين العلمانيين ،هو تطبيق لمفهوم المقدمات الخاطئة التى تؤدى الى نتائج خاطئة . و الحقيقة التى يجب ان يعيها الجميع واولهم الاخوان ان الغالبية العظمى التى صوتت بنعم من المصريين هم الباحثون للوطن عن استقرار سريع, ومعظم الذين صوتوا من الاشخاص غير المسيسين والذين كنا نطلق عليهم الاغلبية الصامتة ،الذين يريدون العودة لاعمالهم وعودة اولادهم لمدارسهم وممارسة الحياة بشكل طبيعى خاصة ان قطاعا منهم يعمل باليومية وليس لديه نقابة ولا راتب شهرى ،وهؤلاء يرون ان التغيير الذى حدث كافى جدا طالما المرتبات تزيد، وتم القبض على الحرامية ، ورجعت للشعب كرامته بعد تأديب الشرطة، والجيش هيجيب حد كويس يحكمنا، يبقى كده رضا،عايزين ايه تانى؟ وهؤلاء منهم المسلمون والمسيحيون والمثقفون وغير ذلك . ونسبة هؤلاء من المصوتين بنعم تتجاوز الستين بالمائة اما النسبة الباقية فهى 20% للاخوان والسلفيين والذين صوتوا وفقا لرؤيتهم الخاصة ،وهناك نسبة تصل الى 20% للسياسيين الذين خافوا من ان تطول فترة الحكم العسكرى فتغري الجيش للحكم بدلا من ان يترك المجال للشعب لينتخب من يريده وكانوا يرون ايضا ان الحقوق التى تم انتزاعها غير كافية لكنها ايضا غير مرفوضة، كما ان العقل والمنطق والتجارب السابقة تقول بان تحقيق كل شئ فى يوم واحد مستحيل وخذ ما يقدم اليك الان واطلب المزيد ،كما ان من عهد اليهم بعمل التغييرات الدستورية هم اناس فوق مستوى الشبهات لذلك قالوا نعم . هذا هو التقسيم الاقرب للواقع والمنطق فالذين قاموا بالثورة لم يكونوا من الاخوان فقط( بل ان الاخوان رفضت المشاركة اول الامر ولم تشارك الا بعد ان بدأت بوادر النجاح) نعم الاخوان فصيل منظم ولانه منظم فان تأثيره قوى لكن من قاموا بالثورة ليسوا اخوانا ولا مسلمين فقط ،ومن صوتوا بنعم لم يكونوا اخوانا ولا مسلمين فقط الذين قالوا نعم هم المصريون والذين قالوا لا هم المصريون ايضا ،الشعب لن يستبدل مصر مبارك بمصر بديع او مصر شنودة ، الحاكم القادم يجب ان يكون محل احترام وثقة الجميع. وهناك حقيقة هامة يجب ان يعيها البعض جيدا وهي أن مصر دولة متدينة طوال عمرها سواء مسلمين أومسيحيين لكنها لن تتحول ابدا الى دولة يقودها عبود الزمر وصفوت عبد الغنى واخرون ، من فضلكم لا تدفعوا بالمجتمع المصرى تجاه الهاوية هذا مرشح الاخوان وهذا مرشح الازهر وهذا مرشح الكنيسة هناك مرشح واحد فقط هو مرشح الشعب المصرى .