لقى ثلاثة اشخاص من العرب حتفهم فيما اصيب آخرون بجراح اثر تصاعد خطير لأحداث العنف الطائفى التى تشهدها ولاية غرداية منذ فترة . وذكرت مصادر محلية ان أعمال الشغب والتخريب تواصلت فى عدد من الأحياء إثر المواجهات القائمة بين شباب المنطقة حيث تعرض ما لا يقل عن 64 محلا تجاريا وسكنيا للحرق فيما تم تدمير 11 سيارة ... مشيرة إلى ان قوات الأمن القت القبض على تسعة عشر شخصا يشتبه فى تورطهم فى المواجهات وأعمال التخريب والنهب التى طالت مختلف أحياء مدينتى غرداية وبنورة. ومن جهة أخرى ذكر مصدر طبى أن مالا يقل عن سبعين شخصا قد اصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة ومواد أخرى حارقة أثناء هذه المواجهات من بينهم 24 من رجال الشرطة مشيرا إلى ان ثمانية منهم حالتهم بالخطيرة جدا حيث أصيبوا بحروق وتشوهات بعد تعرضهم لسوائل حارقة كما تعرض عدد من رجال الحماية المدنية للرشق بمواد حارقة اثناء أداء مهامهم الميدانية من أجل اخماد الحرائق وهم يعانون من صعوبات فى التنفس جراء استنشاقهم غازات كربونية منبعثة من المواد المشتعلة . ومن جانبه ،ندد محمود جمعة والى غرادية الولاية بهذه الأحداث المؤسفة التى قامت بها مجموعات من الشباب المتطرف داعيا سكان المنطقة إلى "التعقل" و" ضبط النفس " من أجل وضع حد لهذه المواجهات التى لا فائدة منها .. مشيرا إلى أن التعزيزات الأمنية التى تم نشرها عبر مجموع مناطق سهل ميزاب "ستعمل على تفرقة المتنازعين لتجنب المواجهات وستسهر على أمن الأشخاص والممتلكات". اما خضير باباز عضو خلية التنسيق ومتابعة الاحداث فى غرادية فقد شبه الوضع فى بعض مناطق غرداية واحيائها كالوضع فى مدينة حلب وريف حماة في سوريا مستشهدا بمناظر التخريب وهرولة الناس بأطفالهم تجاه مناطق خارج غرداية فى صورة فرار جماعى شرع فيه السكان منذ صباح اليوم محملا المسؤولية للسلطات العمومية بشأن التراخى الأمنى الملحوظ منذ أزيد من 5 أيام . واضاف خضير باباز أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الوضع ذاهب نحو الإنفجار على خلفية ما وصفه ب " الإنفلات الأمنى الحقيقى" على مستوى الشارع.. يذكر فى هذا الصدد أن بلدات منطقة غرداية يسكنها غالبية من الأمازيغ الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية ويتبعون المذهب الإباضى وأقلية من العرب الذين يتبعون المذهب المالكى .. وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2008 سلسلة من الأحداث والمواجهات الطائفية والعرقية تقع على فترات ... وقد اندلعت منذ شهر ديسمبر الماضى موجة جديدة من هذه المواجهات لم تهدأ حتى الامر الذى دفع عددا من العائلات المقيمة فى أحياء وسط المدينة إلى النزوح لأحياء أخرى أكثر أمنا ... كما اضطر عشرات التجار فى أحياء متفرقة من مدينة غرداية إلى إخلاء محالهم من البضائع لحمايتها من عمليات النهب والسلب التى تطال المحال التجارية رغم التواجد الامنى المستمر منذ شهر يناير الماضى .