قضت محكمة جنح شبرا الخيمة (ثان) بحبس القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد بالسجن لمدة شهر وتغريمه خمسة آلاف جنيه، بعد أن أدانته بسب الروائي يوسف زيدان، صاحب رواية "عزازيل"، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر 2009)، والباحث فى مجال التراث والمخطوطات. وقال ماهر فوزي محامي زيدان، إن القمص عبد المسيح بسيط ارتكب جريمة السب المنصوص عليها فى قانون العقوبات، فى حق موكلي مرتين، المرة الأولى عام 2010 وتنازل عن الدعوى القضائية التي رفعها ضد الكاهن، بعد اعتذار الأخير له على صفحات الجرائد. لكن القمص عاد بعد شهر، ونشر فى جريدة "اليوم السابع" في 4 مايو 2010، مقالاً مطولاً ضد زيدان قال فيه: "زيدان تفوق على الإرهابيين والمتطرفين، وكلامه يشبه كلام ملاحدة الغرب والجهلة من العامة والبسطاء"، ونشر القمص ديسقوروس شحاتة مقالاً في الصفحة نفسها اتهم فيه زيدان بأنه "سفير إبليس الذي قال عنه الكتاب المقدس إنه كذاب وأبو كل كذاب". وإثر ذلك، تحرك زيدان لرفع دعوى ثانية اتهم فيها كلاً من بسيط وشحاتة بأنهما "استغلا جو التعصب الأعمى والتطرف الديني، وألصقا به تهمًا شنيعة مثل التطرف والإرهاب والإلحاد، وأنهما أجرما فى حقه واستخفَّا بالقانون وبحرية الفكر، ولذا قررت مقاضاة كل منهما". وأكد حينها أنه لن يتراجع عن القضية مهما حدث، ولن يكرر ما فعله حين تنازل عن دعوى السب والقذف ضد بسيط ، وسيستمر فى التقاضي حتى النهاية ولن يسكت عنهما حتى ينالا العقوبة الرادعة. وأصدر المستشار محمد شحاتة رئيس محكمة جنح شبرا ثانٍ بالفعل حكمًا بسجن بسيط بالسجن لمدة شهر وتغريمه 5 آلاف جنيه، بينما لا تزال الدعوى الثانية متداولة ضد القمص ديسقوروس شحاتة بمحكمة جنح باب شرق/ الإسكندرية، وقد تم تقديم كافة المستندات والدلائل المؤكدة لتهمة السب. وقال زيدان إنه لم يكن يحب أن يرى واحدًا من رجال الكنيسة الأرثوذكسية في قفص الاتهام، خاصة أنه "كاهن يسمع اعترافات الناس، ولم يكن يريد أن يحبس القمُص عبد المسيح بسيط أو غيره من رجال الدين، وكان يتمنى أن يردع البابا شنودة رجال كنيسته ويبعدهم عن سب الناس ويلزمهم بالدور الحقيقي للقساوسة، غير أن ذلك لم يحدث". وأكد زيدان أنه لن يعيد النظر في الموضوع، أو يتنازل عن الحكم الصادر لصالحه ضد كاهن كنيسة مسطرد، إلا إذا ضمن عدم تكرار مثل هذا الهجوم الدائم وغير المبرر عليه وعلى ما يكتبه، خاصة أنه أعرب أكثر من مرة عن تقديره للكنيسة الأرثوذكسية (القبطية) ورئيسها الروحي البابا شنودة.