يجري وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود باراك في واشنطن الخميس سلسلة لقاءات مع كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية والكونجرس، تتناول تطورات الأوضاع في مصر والأبعاد الأمنية للأحداث الجارية فيها. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أن باراك سيجتمع مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس وأيضا مع مسئولين آخرين، كما سيلتقي الخميس في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأوضح موقع "جلوبز" الإسرائيلي أن إسرائيل تقوم حاليا بممارسة ضغوط على الإدارة الأمريكية للتوقف عن دعمها للمعارضة المصرية، والتسريع بإزاحة الرئيس حسني مبارك عن الحكم، خوفا من زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط. وذكر أن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن برفقة عدد من المسئولين الإسرائيليين هي الأولى منذ اندلاع الثورة في مصر، والتي ستكون من بين الموضوعات التي سيناقشها الجانبان الأمريكي والإسرائيلي، وسط مطالبات إسرائيلية بعدم تأييد المعارضة المصرية الداعية إلى تنحية الرئيس مبارك عن الحكم. ونقل عن مسئولين إسرائيليين بارزين تأكيدهم للرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن إسرائيل ترى في الرئيس مبارك ونائبه عمر سليمان عناصر ذات تأثير قوي وتساعد على استقرار المنطقة. وأضاف أن إسرائيل تؤيد حدوث "تغير تدريجي" للوضع في مصر لا عن طريق الثورة الشعبية، وإنما بشكل مرحلي وتدريجي وفي وجود النظام الحالي لا عبر إسقاطه وتغييره. وانتقد سلفان شالوم وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي كلاً من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لممارستهما ضغوطا لتحقيق الديمقراطية في مصر، بزعم أنهما بذلك يشجعان على وصول عناصر "متطرفة" إلى الحكم وسيطرة إيران على المنطقة. وأضاف أن "إسرائيل تتمنى أن يعيش الجميع الشرق الأوسط في حرية تعبير ومع احترام لحقوق الإنسان لكن عندما ننظر إلى "حماس" و"حزب الله" نعلم أن الديمقراطية والانتخابات النزيهة قد تأتي بالمتطرفين"، على حد تعبيره. وقال شالوم: "على الغرب تشجيع "المعتدلين" في العالم العربي وعدم إضعافهم"، محذرا من تحول قادة العالم العربي الذين دعموا إسرائيل إلى الجانب الأخر متمثلا في سوريا وإيران. وتساءل بقوله: هل فكرت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ماذا سيحدث إذا سيطر المتطرفون على مصر وقرروا إغلاق قناة السويس وإذا نجح الإيرانيون في تغيير الشرق الأوسط. من جانبه، وصف بنحاس بوخريس المدير العام السابق لوزارة الدفاع الإسرائيلية الجيش المصري بأنه "أحد أكبر الجيوش في العالم"، وأضاف أن أكثر من 70 % من هذا الجيش يعتمد على تكنولوجيا غربية، وأوضح في مؤتمر بهرتسيليا أن مصر حصلت على أكثر من 30 مليار دولار لبناء جيشها خلال 30 عاما، وأنها تعوض النقص في كفاءة القوة البشرية لديها إزاء الجيش الإسرائيلي بزيادة الأعداد، واصفا الجيش المصري بأنه ضخم يتراوح مركزه ما بين ال 11 و12 في حجمه بين جيوش العالم. وأشار إلى أنه على مستوى السيناريوهات النظرية إذا قررت مصر إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل ستحتاج الأخيرة وقتا للاستعداد لهذا الوضع كما سيتطلب الأمر تغيير ميزانية الأمن للسنوات القادمة، معتبرا أن السلام بين الجانبين هو مكون استراتيجي لإسرائيل ومصر ولاستقرار الشرق الأوسط. وتحدث عن قيام المنظومة الأمنية الإسرائيلية بإجراء نقاشات حول مرحلة ما بعد مبارك، مضيفا: "ربما ينهي مبارك حكمه لمصر قبل الموعد المحدد في سبتمبر، وخلال السنوات الأخيرة قامت المنظومة الأمنية بتل أبيب بالتناقش حول التغييرات المحتمل حدوثها مع رحيل مبارك عن السلطة". ورأى أنه من المبكر الآن وصف مصر بأنها دولة عدوة لإسرائيل، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى عدم اتخاذ أي إجراءات، محذرا من زيادة حجم ميزانية الدفاع حيث سيفهم المصريون خطوة كهذه على أنه استعداد لصراع من جانب إسرائيل. وقال بوخريس إنه لكي تتعامل إسرائيل مع الجبهة المصرية ستضطر إلى زيادة سلاح الجو الخاص بها، الأمر الذي من الصعوبة القيام به خلال الستة أشهر القادمة. وأوضح أن السبب وراء اندلاع الثورة المصرية كان الوضع الاقتصادي المتدهور والفساد والفروق بين الطبقات الاجتماعية في مصر. وقال إن إسرائيل ستوقع من النظام القادم في مصر تغيير كل هذا، وسيكون منشغلا بالداخل وإصلاحه ولن يلتفت إلى إسرائيل، لهذا على الأخيرة التقاط أنفاسها قبل إرسال أي دبابة للجبهة المصرية.