محافظة المنوفية المقر الرئيسي لرجال مبارك، وإن أردت أن تسميها معقل اجتماعات رجال النظام السابق من أعضاء الحزب الوطني المنحل، منذ أن كانت نقطة انطلاقهم فيما حدث في 30 يونيه، والآن هي مقر عمليات متابعة وتجهيز الاستفتاء على الدستور المقرر إجراؤه يومي 14 و15 يناير ليس على مستوى المحافظة فقط، بل على مستوى الجمهورية كلها، فمنذ 30 يونيه والاجتماعات لا تنقطع. البداية كانت سرية وبعيدة عن الأنظار، أما الآن، فأصبح كل شيء أمام الجميع، وأصبح عقد المؤتمرات والندوات في العلن، بل تطور الأمر وأصبح قيادات الوطنى المنحل هم من يلقون المحاضرات على أهمية التصويت بنعم على الدستور، كما فعل صفوت النحاس أحد أقطاب الحزب الوطنى المنحل، وأيضًا أصبحت هناك مسيرات في جميع أنحاء المحافظة من مدن وقرى يشرف عليها رجال الحزب الوطني المنحل فى العلن، ويدعون الجميع للمشاركة ولا عزاء للقوى الثورية التي خرجت في 30 يونيه. أصبح من يدير المشهد بكل قوة، هم رجال الحزب الوطني المنحل الذين قامت الثورة عليهم، ولا أحد غيرهم، فقد قاموا بعمل أكثر من مؤتمر حضر فيه لفيف من السياسيين المحسوبين على ثورة يناير لكي يتحدثوا عن الاستفتاء وأهمية التصويت بنعم، بل ويؤكدوا أن التصويت بنعم سوف يحقق أهداف ثورة يناير التي قامت على من يقومون بتنظيم المؤتمر من رجال مبارك. وحضر مصطفى بكرى واللواء أحمد جمال الدين وزير داخلية مرسى يدعو المواطنين إلى التصويت بنعم، ولا يعلم أن محافظة المنوفية ستكون من أكثر المحافظات التي سوف تصوت على الدستور بنعم، وسوف تخرج بأعداد كبيرة من أجل هذا الغرض، وبعدها بأيام حضر الدكتور أبو الغار وعمر الشوبكى والدكتور السيد البدوي. كما تم عمل مؤتمر للدكتور عمرو موسى، ووصل عدد المؤتمرات في محافظة المنوفية فقط، إلى أكثر من 12 في أسبوع واحد، وكأن مصر لا يوجد بها غير محافظة المنوفية لعمل المؤتمرات والندوات، وعند البحث علمنا أن سبب التركيز على محافظة المنوفية ليس لأنها معترضة على الدستور، وليس لأنها ستقاطع، ولكن لأنها المحافظة الأكثر أمنًا للسياسيين. أما المسيرات، فقد قام رجال مبارك والحزب الوطني بالتقدم بأكثر من 30 طلبًا من أجل عمل مسيرات لتأييد الدستور الجديد داخل القرى والنجوع، حيث أصبحت الآن مسيرتهم داخل كل مكان بالمنوفية دون التعرض لها. وأصبح رجال مبارك يمتعضون ويظهرون استياءهم الشديد عندما تذكر ثورة يناير أمامهم، كما حدث في مؤتمر مصطفى بكرى بشبين الكوم، حيث أظهروا عداءهم الشديد لها، ورفضوا الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء ثورة يناير في مشهد مخزٍ يعلن أنها ثورة يناير على الأقل بالنسبة لهم. وكما حدث في مؤتمر كمال الهلباوي بشبين الكوم، عندما وصف عهد مبارك بالفاسد، فما كان من الحضور إلا الاعتراض والهتاف بحياة مبارك، والعجيب أنه فى الموقفين لم يتحرك أو يعترض أو ينسحب أحد من المحسوبين على ثورة يناير احترامًا وتقديرًا لشهدائها. شاهد الصور