في موقف قد يدفع البعض في مصر إلى المقارنة بما فعله محمد أبوتريكة لاعب النادي الأهلي حين تجاهل الصعود إلى منصة التتويج عقب فوزه فريقه بدوري أبطال إفريقيا لتسلم ميدالية الفوز من طاهر أبوزيد وزير الرياضة، رفض نجوم منتخب إسبانيا لكرة القدم التصوير مع رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانج معللين رفضهم بأنهم ليسوا مستعدين لأن تستخدم هذه الصور في الترويج السياسي للرئيس. فأبوتريكة رفض الصعود لمنصة التتويج، اعتراضًا على "الانقلاب العسكري" الذي أتى بأبوزيد وزيرًا للرياضة في حكومة لا تحظى باعتراف قطاع كبير من المصريين، الأمر كان سببًا في تعرضه لغرامة مالية من ناديه بقيمة 50 ألف جنيه، وكانت العقوبة الأقسى من نصيب زميله أحمد عبدالظاهر، الذي دفع ثمن رفعه شعار "رابعة تضامنًا مع ضحايا المجزيرة الشهيرة بإيقافه وتجميد مستحقاته وحرمانه من مكافأة الفوز باللقب الإفريقي فضلاً عن عرضه للبيع. وثار الإعلام في مصر ليتهم اللاعبين بالدفاع عن جماعة "محظورة" لمجرد اتخاذ موقف اعتبره المتعاطفون مع اللاعبين أقل ما ينبغي فعله تضامنًا مع ضحايا أسو "مجزرة إنسانية" وقعت في ظل حكومة "الانقلاب" الحالية، وللتأكيد على المعاني الإنسانية التي تحملها الرياضة عمومًا وكرة القدم خصوصًا. لكن لاعبي إسبانيا ورغم أنهم أتوا إلى غينيا الاستوائية للعب مع منتخبها، بناءً على طلب من حكومة بلادهم التي ترغب في الاستثمار في صناعة البترول في البلاد وتحسين العلاقات مع الرئيس أوبيانج، إلا أنهم رفضوا التصوير معه بأي شكل من الأشكال، ولم تجبرهم الحكومة في مدريد على فعل ذلك احترامًا لرغبتهم. وذكرت صحيفة "آس" الإسبانية أن لاعبي المنتخب الإسباني وافقوا على لعب مباراة ودية مع منتخب غينيا الاستوائية في العاصمة مالابو، إلا أنهم غير مستعدين بأن يتم استخدامهم لخدمة أهداف سياسية، مشددين على أنهم لن يغادروا فندق الإقامة إلا للتدريب أو لعب المباراة، بصرف النظر عمن يصدر التعليمات. كانت المعارضة في غينيا الاستوائية أرسلت خطاباً إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم وإلى الاتحاد الدولي "الفيفا"تطالب بعدم لعب المباراة لأنها - طبقاً لرأي المعارضة – "تعمل على إضفاء الشرعية على دكتاتورية وحشية ودموية". وأوضحت الصحيفة أن لاعبي المنتخب أكدوا أن دورهم سيقتصر فقط على كونهم لاعبي كرة قدم على عكس زياراتهم السابقة في الأرجنتين وبورتريكو والإكوادور إذ كانوا يستقبلون من أعلى السلطات في البلاد، مؤكدين أنهم سيرفضون أي اتصال في غينيا الاستوائية يمكن أن تستخدم فيها صورهم في أغراض سياسية. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض مستشاري اللاعبين حذروهم من الأثر السلبي الذي يتركونه إذا تم تصويرهم بجانب زعيم يعتبره البعض "طاغية".