صدر منذ أيام في الولاياتالمتحدةالأمريكية كتاب للباحثة الأمريكية دينيس سبيلبرج , الأستاذة بجامعة تكساس في مدينة اوسطن الأمريكية , الكتاب بعنوان , نسخة القرآن لتوماس جيفرسون , الإسلام والآباء الموؤسسون أو Thomas Jefferson's Quran , Islam and the grounding fathers , تثبت فيه المؤلفة الدور الذي لعبه الإسلام في التأثير على أفكار جيفرسون , حتى كان سببا في صياغة إعلان الاستقال الأمريكي عام 1776القائم على قيم الحرية والعدالة والمساوة , وتتعرض المؤلفة لقصة وصول أول نسخة من القرآن الكريم إلى يد جيفرسون عام 1765 أي قبل صياغة إعلان الاستقلال بأحد عشر عاما ., وهي مدة كافية لأن يتأثر جيفرسون بتلك القيم العليا والرائدة التي تسوي بين أجناس البشر جميعا . وقد توقفت المؤلفة عن المبرر الذي دفع جيفرسون لإلى وضع كلمة المسلمين (imagined muslims) أو بتعبير جيفرسون Mohammedan , بينما لم يكن هناك مسلمون بعد ؟ وعلى اكثر تقدير كان هناك بضعة آلاف جاؤا كعبيد من شمال غرب إفريقيا ؟ , وخلصت الؤلفة إلى أن ذلك كان بسبب تأثير القرآن وتوقع جيفرسون بأن المسلمين سيكونون يوما ما مواطنين مستقبليين في الولاياتالمتحدةالأمريكية .وتتحدث المؤلفة أيضا عن تأثر جيفرسون بالفيلسوف الإنجليزي الشهير جون لوك وخاصة أفكاره عن التسامح toleration لكنها ترى أن القرىن كان سببا في أن يتجاوز جيفرسون فكرة التسامح عند لوك , ليصل إلى مفهوم المواطنة الكاملة . ولا تنسى المؤلفة أن تشير إلى أن جيفرسون كان لديه تحفظات بل ونقد ضد الإسلام كدين , والديانات الإبراهيمية بشكل عام , لكن تأثره بالقرآن كان على المستوى التشريعي القيمي باعتبار أن جيفرسون كان دارسا للقانون , وكان مشغولا بقراءة الكثير من الكتب في الديانات للوصول إلى صيغة جديدة متفردة عند كتابة إعلان الاستقلال , حيث كان البروتستانت يصرون على كتابة دستور خاص بهم , مع إقصاء الكاثوليك واليهود , كما أصروا أي البروتستانت على أن تهيمن الكنيسة على شئون الدولة , غير أن جيفرسون نتيجة لتأثره بالقرآن , أصر من جانبه ومعه الآباء المؤسسون من فصل الكنيسة عن الدولة , ومنح حقوق المواطنة كاملة ليس فقط للكاثوليك واليهود بل وللمسلمين المتخيلين أيضا , للدرجة التي أتاح فيها إعلان الاستقلال لهم منصب رئيس الدولة . الكتاب الآن يثير جدا كبيرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يرى المؤيدون للمؤلفة أنه فرصة لكي يصحح الامريكيون مواقفهم تجاه الإسلام والمسلمين , بينما يتهم المعارضون المؤلفة بأنها منحازة إلى الإسلام , بل ويضيفون بأن قراءة جيفرسون للقرآن كانت بدافع اعرف عدوك , حيث كان المسلمون (البربر ) في شمال غرب إفريقيا يشنون هجوما على السفن الأمريكية والغربية ويأسرون طاقمها , وذلك للحصول على فدية مرور , ويشيرون إلى قصة التفاوض التي حدثت بين المبعوث الطرابلسي حاجي , وبين جيفرسون نفسه في فرنسا , عندما سأل جيفرسون المبعوث المسلم : لماذا تعتدون على سفننا ونحن لم نتعرض لكم بأذى ؟ فكانت إجابة السفير أو المبعوث الطرابلسي أن القرآن يأمرنا بأخذ أموال كل من لا يؤمن بديننا ونبينا ! وقد كانت هذه الإجابة دافعا لجيفرسون لكي يقرأ القرآن , لكن المؤلفة تثبت أن هذه الواقعة كانت بعد حصول جيفرسون على نسخة القرآن بعدة سنوات , أي أن جيفرسون قرأ القرآن وتأثر به بدافع قانوني وتشريعي قبل هذه الواقعة بسنوات كافية . الكتاب ربما يسبب صدمة للعلمانيين العرب , حيث إن تلك القيم العلمانية التي يتشدقون بها , ماهي إلى قيمنا الإسلامية التي لم يكن العقل الغربي ليصل إليها إلا بعد الاحتكاك المباشر بالقرآن .