معادلةٌ صعبة.. أن يحتفل مسلمو أمريكا بعيد الفطر ويُظهِروا الفرح بقدومِه، دون استفزاز مشاعر جيرانهم الأمريكيين الذين يُحيون الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر! شعورٌ مرير.. أن يلقى العديد من المسلمين حتفهم في هجمات سبتمبر، ثم يُتهمون ودينهم بالإرهاب! تكريمٌ للإرهاب.. أن يضطرَّ مسلمو أمريكا إلى تأجيل احتفالات عيد الفطر هذا العام، بضغط من المصابين ب (الحول الفكري)، و (رُهَاب الإسلام)! في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر ستشهد أمريكا احتفالًا خاصًّا، وستُخصِّص القنوات الإخبارية الأجنبية -يقينًا- بضع دقائق لإعادة بثّ اللقطات المروعة، بموازاة تغطية الاحتفالات الرسمية في أنحاء الولايات. لكن بالنسبة لربع سكان الكرة الأرضية، قرابة 1.6 مليار مسلم حول العالم، سيكون نفس هذا اليوم مناسبة للاحتفال والفرح. لا، لن يكون ابتهاج هؤلاء بسبب ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر المأساوية، لكنهم سيحتفلون بقدوم عيد الفطر. الأعياد الإسلاميَّة تتبع التقويم القمري (الهجري)، والذي هو أقصر 9 أيام تقريبًا عن التقويم الغربي، لذا وافق عيد الفطر العام الماضي يوم 20 سبتمبر 2009، ورغم أن العيد قد يوافق هذا العام يومَ العاشر من سبتمبر، إلا أن الاحتفال به يستمرُّ عادة لثلاثة أيام، مما يجعله يواكب ذكرى مأساة الحادي عشر من سبتمبر. ورغم أن هذا الاحتفال ربما يختلف ثقافيًّا من بلدٍ لآخر، فإن الصلاة وتناول أطايب الطعام وتبادل الزيارات العائلية ستكون هي الميزة البارزة في معظم البيوت المسلمة، بالإضافة إلى هذه التقاليد الاحتفالية التقليديَّة، التي عادة ما تشهدها الأعياد، ستكون هناك ألعاب نارية، نعم، أمسية ألعاب نارية وتحديدًا في يوم 9/11/2010. سيحرص مسلمو أمريكا جدًّا على ألا تُفهَم احتفالاتُهم بصورة خاطئة، لكن إلغاء الاحتفالات تمامًا سيمنح الإرهابيين فرصة للفوز. ألم يتسببْ هؤلاء الإرهابيُّون في الضرر الكافي؟ العديد من الأرواح المسلمة أُزهِقَت أيضًا في هجمات 11 سبتمبر، والعديد من العائلات المسلمة التي فقدتْ أحبتها في هذا اليوم المصيري يدركون أن مسلمي أمريكا والإسلام لا يتحملون مسئولية هذا الهجوم، أما هؤلاء الذين لا يستطيعون فهم هذا الفارق، وما يزالون يعتقدون أن مسلمي أمريكا لا بد وأن يُعاقَبوا جماعيًّا، ويشعرون بالنبذ في مجتمعهم، فأسألهم: هل يوصَم كل المسيحيين واليهود لذنب ارتكبه أحد أتباع الديانتَيْن؟ سيكون من العار أن يؤجَّل الاحتفال بعيد الفطر بناءًا على طلب هؤلاء. في هذا المناخ المشحون للغاية، حيث يمكن مشاهدة الاحتجاجات المفتوحة في أنحاء البلاد ضد المسجد المزمع بناؤه في النشرات الإخبارية المسائيَّة، من المحزن أن يستغلَّ المصابون برهاب الإسلام هذه المواكبة لينزعوا صفة الوطنية عن مسلمي أمريكا، لكن الخريف على الأبواب، وآمل أن تهبَّ ريح جديدة تضع حدًّا لهذه الهجمة ضد المسلمين. ترجمة/ علاء البشبيشي (الاسلام اليوم)