ركزت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية في تقرير لها في 19 أكتوبر على رفض السعودية قبول عضوية مجلس الأمن الدولي، وتساءلت عن سر ما سمته الازدراء الصادم من جانب السعودية للأمم المتحدة. وأضافت الصحيفة أن "ازدراء السعودية للأمم المتحدة" يعود لاستياء الرياض من مواقف المنظمة والولايات المتحدة بشأن سوريا وإيران، مضيفة أن الرياض ربما أصابها "الفزع" عندما تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت إلى أن بعض الخبراء الأمميين ينتقدون السعودية, بدعوى أنها رفضت مقعدا كان يمكنها من خلاله العمل على إصلاح مجلس الأمن. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة انتخبت في 17 أكتوبر السعودية إلى جانب كل من تشاد ونيجيريا وتشيلي وليتوانيا لعضوية المجلس لمدة عامين، وذلك بصفة أعضاء غير دائمين. وفي أعقاب ذلك، أصدرت الخارجية السعودية بيانًا قالت فيه: "إن المملكة تعتذر عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليًّا وعمليًّا من أداء واجباته وتحمل مسئولياته بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين". وأضافت الوزارة في بيان لها أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية بمجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته. وأشارت الخارجية السعودية في بيانها إلى أن بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم طيلة 65 عامًا, والتي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين - لدليلٌ ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن. وقالت أيضًا: "إن مجلس الأمن فشل في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل, بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية للمراقبة والتفتيش الدولي". كما أن السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيميائي على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة - لدليلٌ آخر على عجز مجلس الأمن, حسب بيان الخارجية السعودية.