قدم جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس الإلكتروني دعوى قضائية لدى المدعي العام الألماني يتهم فيها عاملا سابقا لدى سلاح قوات مشاة سلاح البحرية الأمريكية "المارينز" بممارسة أنشطة تجسسية ضده في أحد المؤتمرات ببرلين. وذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية في 4 سبتمبر أن مهمة العميل الأمريكي المزعوم انكشفت بعد ظهوره شاهدا في قضية الجندي الأمريكي برادلي مانينغ، المتهم بتسريب معلومات لموقع ويكيليكس، أمام محكمة عسكرية في ميريلاند في يونيو الماضي، التي حكم فيها فيما بعد على مانينغ بالسجن 35 عاما لأنه سرب 800 ألف وثيقة سرية لموقع ويكيليكس. وحسب دعوى أسانج، فإن الجندي السابق بالجيش الأمريكي كان يخدم ضمن قوات الجيش الأمريكي في الفترة بين العامين 2006 و2010 في شتوتغارت بألمانيا وانخرط في الأنشطة المخابراتية العسكرية أثناء تواجده في ألمانيا. وتقول الدعوى إن الجندي السابق بالجيش الأمريكي ركز في هذا السياق على أسانج أثناء مشاركته في مؤتمر "كاؤس كمبيوتر كلابس" عام 2009 في برلين، وذلك عندما كان أسانج يقدم آنذاك بالاشتراك مع دانيال برج مشروع ويكيليكس, الذي لم يكن مشهورا بهذا الشكل حتى ذلك الحين. ويعيش الأسترالي أسانج حاليا في سفارة الإكوادور بلندن، وذلك منذ لجوئه إليها في يونيو 2012، لمنع ترحيله للسويد حيث تحقق السلطات السويدية ضده منذ ثلاثة أشهر بتهمة ارتكاب جرائم جنسية، وهي التهم التي ينفيها أسانج عن نفسه, ويؤكد أنها مؤامرة أمريكية للانتقام منه بعد نشره آلاف الوثائق السرية المسربة التي أساءت لصورة الولاياتالمتحدة في العالم وسببت حينها توترا في علاقاتها مع حلفائها. وفي 3 سبتمبر, قدم الجندي برادلي مانينغ المحكوم عليه بالسجن 35 عاماً في أكبر قضية تسريب وثائق سرية في تاريخ الولاياتالمتحدة، بطلب عفو أمام الرئيس باراك أوباما، وفق ما أعلن محاميه. وذكر المحامي ديفد كومبس أن مكتبه بعث الطلب في 3 سبتمبر، وأضاف كومبس رابطاً لموقع إلكتروني للالتماسات المقدمة إلى البيت الأبيض، وقع فيه 22 ألف شخص على وثيقة تدعم العفو عن مانينغ. وكان المحامي أعلن عزمه على تقديم هذا الطلب في 21 أغسطس الماضي، حين أعلنت القاضية العسكرية دنيز ليند عقوبة السجن 35 عاماً بحق مانينغ الذي أُدين بوقائع تجسس وتزوير في تسريب 700 ألف وثيقة دبلوماسية وعسكرية سرية إلى موقع ويكيليكس. ومانينغ -الذي أُثير خلال محاكمته ما يعانيه من اضطرابات تتصل بهويته الجنسية- كان طلب إثر إدانته بأن يُدعى تشيلسي، كاشفاً أنه يشعر بأنه امرأة أكثر من كونه رجلاً. واعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان نشره ديفد كومبس عبر تويتر أن على الرئيس أوباما أن يمنح العفو لمانينغ عن الفترة الزمنية التي أمضاها في السجن، لتحمل مسئوليته عن الجرائم التي كشفها مانينغ. ورأت المنظمة أن عقوبة مانينغ تتناقض مع التساهل الذي عومل به المسئولون عن عمليات التعذيب وانتهاكات أخرى خطيرة لحقوق الإنسان كشفها مانينغ.