"الهدايا تقليد عربي أصيل، لكنها في مصر تتحول إلى لعنة تطارد صاحبها"، هكذا خلصت دراسة أعدها الدكتور شريف الديناري أستاذ علم الاجتماع، بعنوان "هدايا الأثرياء للمشاهير" استعرض فيه قائمة بأسماء أشهر الفنانين والرياضيين في مصر الذين حصلوا على هدايا من أثرياء سواء مصريين أو عرب، ونوعية تلك الهدايا التي تتراوح بين هدايا ذهبية ثمينة، وسيارات حديثة. فالأمير السعودي الراحل عبد الله الفيصل، كان من عاشقي النادي الأهلي المصري وأهدى الراحل صالح سليم رئيس النادي الأهلي الراحل سيفًا من الذهب الخالص، وقد ضعه ضمن مقتنيات النادي، كما أهدى أيضا محمود الخطيب نجم الكرة السابق في السبعينات والثمانينات ووكيل النادي الحالي سيفين من الذهب أيضًا وضع أحدهما ضمن مقتنيات النادي والآخر ضمن مقتنيات اتحاد الكرة. كما حصل أحمد شوبير حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر الأسبق على هدية مماثلة من ابن عم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وأهدت دولة الأمارات كل لاعب من منتخب مصر مائتي ألف دولار وساعة ذهبية عندما حصل المنتخب على بطولة الأمم الإفريقية في عام 2008. ولم تتوقف الهدايا عند حد النجوم بل امتدت إلى زوجاتهم أيضًا، حيث حصلت زوجة أحد أشهر اللاعبين المصريين الكبار حصلت على مجوهرات تقدر قيمتها بمائة ألف جنيه من إدارة نادي العين الإماراتي، في إطار التمهيد للتعاقد مع اللاعب الكبير منذ عدة سنوات، كما حصل حسام حسن صاحب الهدف الذي أوصل مصر إلى مونديال 1990 على سيارة مرسيدس من أحد الأثرياء بعد عودته من إيطاليا. وحصل فاروق جعفر نجم الزمالك ومنتخب مصر الأسبق على سيارة "كامارو" من أحد الأثرياء، وكان محمد ناجي "جدو" أكثر اللاعبين الذين حصلوا على هدايا بعد الفوز ببطولة الأمم الإفريقية الأخيرة حيث حصل على سيارتين، إضافة إلى مبالغ نقدية، يليه حارس المرمي عصام الحضري في قائمة أكثر الحاصلين على هدايا بعد الفوز باللقب القاري للمرة الثالثة. وذكرت الدراسة أن أغلب النجوم الذين يحصلون على سيارات هدايا من الأثرياء يتعاملون معها بطريقة من اثنين، إما أن يتركوها لفترة خوفا من الحسد أو يبيعوها ويشتروا سيارة بسعر أرخص للاحتفاظ بفارق السعر. أما قائمة الفنانين فتطول، لكنها تضم عددًا من الأسماء البارزة، من بينهم المطرب هاني شاكر الذي حصل على سيارة "جاجوار" من أحد الأثرياء تقدر قيمتها ب 90 ألف دولار، كما حصلت المطربة أنغام على سيارة BMW فئة خامسة من أخد الأثرياء تقدر ثمنها بنصف مليون جنيه. وأيضًا من المطربين الذين حصلوا على هدايا سيارات فارهة، عمر دياب وتامر حسني وعمدة وغادة رجب وعامر منيب، إلى جانب أكثر من 72 مطربا عربيا حصلوا جميعا على سيارة BMW هدية من الوليد بن طلال. وتقول الدراسة، إن النجم الذي يحصل على هدية لا يهمه إذا كان الناس ستنظر إليها على أنها مجرد هدية من ثروة غير مسئول، وأن قبوله إياه سيقلل من احترام الناس لنجوميته، كما أن هذا يخلق حالة من عشوائية تختلط فيها المعايير، وتتحول الهدية إلى لعنة مهما توافر حسن النوايا. لكن الأمر لا يخلو من الدعاية لصالح مانح الهدية، إذ تخلص الدراسة إلى أن الذي يحرص على إهداء النجم هدية، فإنه يضع نفسه دائما في دور المانح، وبالتالي يظل في مرتبة متقدمة على النجم، فعندما يقدم ثري هدية لنجم، فهو يدرك تماما أن الناس ستتذكر على الفور الذي أعطاه إياها.