وصف أحمد حمروش، أحد أبرز مؤرخي ثورة 23 يوليو، عبد اللطيف البغدادي بأنه كان أكثر قيادات مجلس الثورة وطنية وحرصًا على أن تكون مصر في المقدمة، وقال إنه لم يكن في البداية لم يكن مقربًا من الرئيس جمال عبد الناصر إلا أنه العلاقة بينهما صارت فيما بعد قوية. وقال حمروش في تصريحات لبرنامج "الطبعة الأولى" على فضائية "دريم"، إن البغدادي لم يكن مقربًا من عبد الناص في البداية لأن الأول لم يكن مع تحديد الملكية، نظرًا لأنه والده كان عمدة وكانت أسرته من ملاك الأراضي الزراعية، لكن العلاقة بينهما أصبحت فيما بعد قوية جدًا، إلى حد أن عبد الناصر كان يرغب في تعيينه نائبًا له. وأضاف: كنت ألعب الكروكية مع البغدادي في نادي هليوبوليس وكنا أصدقاء وصارحني يوما ما أن ناصر طلب منه السفر للاتحاد السوفيتي وكان ينوي أن يعينه نائبًا له، لكن لم يكتمل القرار لموت ناصر. وأشار إلى أن البغدادي لم يكن يطمع في السلطة ولم يكن لديه طموح سياسي ولكنه كان انتخب قبل ذلك مرتين مرة عند تأسيس "الضباط الأحرار" وعند اغتيال حسين سري عامر رئيس نادي الضباط، لافتًا إلى أن ناصر كان يفضل البغدادي بدلاً من أنور السادات كنائب له لكن موته المفاجئ حال دون ذلك. وتطرق حمروش إلى العلاقة بين عبد الناصر ورفيق دربه المشير عبد الحكيم عامر، التي انتهت بوفاة الأخير في ظروف غامضة في أعقاب نكسة يونيو 1967، وقال إنهما كانا صديقين أثناء الدراسة وكان ناصر يثق في صديقه ثقة ليس لها حدود، وهذا كان سبب اختياره له كقائد عام للقوات المسلحة وقام بترقيته من رتبة رائد للواء ترقية واحدة، الأمر الذي أغضب كثيرين من قادة الجيش، ومنهم محمد نجيب الذي كان قائدا عاما للقوات المسلحة. وفسر ذلك بأن ناصر كان يخشى من حدوث انقلاب عسكري ضده من الجيش ولهذا اختار صديقه عامر لثقته في أنه سيسيطر على الجيش، لكن ناصر أخطأ في القرار لأنه خلق عداوات لعامر داخل الجيش، ومن ناحية أخرى لم يكن هو الشخص المناسب لهذا المنصب الخطير، لأنه لم يكن كفؤا له، خاصة وأنه اختار أشخاصًا أحاطوا به لم يكونوا على مستوى حلم وبقاء الثورة، وهم: صلاح نصر وشمس بدران وعلي شفيق، ولهذا كانت هزيمة مصر في حرب يونيو 1967. وتابع قائلاً: عامر لم يكن كفؤا ولم يكن يرقى لرتبة مشير، لأنه كان ضابطا عاديا، بل أقل من عادي فلم يحصل على دراسات عليا ولا أركان حرب، ومن أحاطوا به كذلك، وكل ما في الأمر أن اختيار ناصر له على أساس الصداقة والعِشْرة، على حد قوله. وحول كيف كان يكسب عامر ثقة من حوله رغم أنه لم يكن كفؤا على حد قوله، أرجع ذلك إلى أنه كان يغدق عليهم الهدايا من سيارات لشقق فاخرة، وبذلك كان يكسب ود وحب من حوله، ولي موقف معه وكنت في الطليعة الاشتراكية وكان هناك قسم من الضباط، والرئيس طلب مني أن التقي بعامر كي يتأكد بنفسه أننا لسنا خطرًا على الثورة، وحينما التقيت به عرض علي شقة فاخرة سبع حجرات في منطقة جاردن ستي أمام السفارة الأمريكية، ولكني كي أبعد عني أي شبهات جعلت مفتاح الشقة مع ساعي في الطليع الاشتراكي وجعلتها الشقة للاجتماعات ولم أخذها لنفسي.