شهد الملتقى الخامس لرابطة خريجي الأزهر هجومًا حادًا على مشايخ الطرق الصوفية، واتهامات لهم بأنهم بعد ما يكونون عن الصوفية الحق التي التزم بها السلف الصالح من الورع والزهد والابتعاد عن ملذات الدنيا التي تصرف عن هموم الآخرة وفهم مراد الله لنيل رضاه في الآخرة. وقالت الدكتور فايزة خاطر العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر إن مشايخ الصوفية لا يصلحون أن يكونوا قدوة حسنة ليقتدى بهم، خاصة في ظل الأموال الطائلة التي ينفقونها على الترف والبذخ والملذات والاجتماعات التي لا طائل منها، واعتبرت أن ما يحدث الآن من مشايخ الطرق الصوفية يعكس الحالة المتردية التي وصل إليها التصوف في العصر الحديث. وطالبت خاطر بضرورة مواجهة ما وصفتها ب "الفئات الضالة"، متهمة إياهم بأنهم يفعلون أشياء ليس لها علاقة بالدين الحنيف، وأنهم بادعائهم التصوف يسيئون إلى الصوفية الحقيقية التي عرفناها عن النبي وصحابته من الزهد والورع والتقوى والعزوف عن الدنيا للعمل من أجل الآخرة. ومضت في هجومها اللاذع ضد مشايخ الصوفية متهمة إياهم بأنهم لا يقدمون شيئا حقيقيا للدين لتنتفع به الأمة الإسلامية، وأنهم لا يهتمون إلا بالاحتفال بالموالد بما يتنافى مع الشرع الحنيف، وهو ما يجعلهم عبئا على الإسلام والمسلمين. وقالت إن مشايخ الصوفية وصلوا إلى حالة متردية لتعبر عن الواقع الحقيقي الذي يعيشونه الآن من خلال تطلعهم إلى الحياة السياسية وتنافسهم فيما بينهم على اعتلاء المناصب رغم ادعائهم الزهد حتى أنهم يهاجمون بعضهم البعض وينقسمون الآن على أنفسهم، حتى أصبحوا شيعا وأحزابا. وكانت تشير بذلك إلى الانقسام الحاصل داخل مشيخة الطرق الصوفية، حيث يدور نزاع قضائي على منصب رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بين فريقين أحدهما يقوده الشيخ عبد الهادي القصبي الذي صدر قرار جمهوري مؤخرًا بتعيينه شيخًا لمشايخ الطرق الصوفية، والفريق الآخر بقيادة الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، والذي يعتبر نفسه الرئيس الشرعي، بعد رحيل الشيخ أحمد كامل ياسين في نوفمبر 2008. من جانبه، أكد الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام لا يحكم عليه من خلال شخص واحد أو فئة واحدة من المسلمين، لافتا إلى أن الإسلام أكبر من أن يحاسب بأفعال فرد أو فئة معينة. في سياق منفصل، استنكر الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام ل "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" التحذيرات من خطر تنامي المد الشيعي بين المجتمعات السنية، وذلك بعد يومين من تحذيرات أطلقها الدكتور عبد الكبير العلوي وزير الأوقاف المغربي الأسبق، أمين صندوق لجنة القدس وعميد كلية الشريعة بجامعة القرويين من أن إيران تقوم بتسخير إمكاناتها المادية والبشرية لنشر المذهب الشيعي، وتصدير الثورة الإيرانية، ودعمها للأقليات الشيعية الموجودة بدول الخليج. وقلل من أهمية ما يثار حول خطر المد الشيعي، وأضاف في تعليقه على تلك التحذيرات خلال الجلسة الصباحية في ختام ملتقى رابطة خريجي الأزهر، إن هذا يذكرني بالمثل القائل "أسمع ضجيجا ولا أرى طحينا"، خاصة وأن هذا المد الذي يتحدث عنه بعض الأساتذة غير ظاهر بالمرة، كما أنه لا يستطيع أن يؤثر في عموم أهل السنة والجماعة بالشكل الذي يحذر منه البعض لهذه الدرجة المبالغ فيها، واستنكر وصف حالات التشيع الفردية أو المفترضة التي تحدث ب "المد الشيعي". ورأى أن ليس هناك من أهمية لتأثير المحاولات التي تستهدف نشر التشيع في المجتمعات السنية، قائلاً إن أهل السنة في رباط إلى يوم الدين ولا تستطيع فئة أو غيرها أن تؤثر عليها، لافتا إلى أن هناك تيارات إسلامية تدعم أنظمتها الحاكمة، كما أن هناك تيارات أخرى من أهل السنة تلقى حربا من أنظمتها الحاكمة وهو ما يجعلها عاجزة عن الدفاع عن المنهج الإسلامي الوسطي.