القتل باعتبار الباعث عليه أنواع فمنه: ما يكون مبعثه الحقد والرغبة في البطش، لسبب لا يقتضيه، ومنه: ما يرجع إلى الرغبة في الإفساد في الأرض والحصول على الأموال، ومنه: ما يكون لغرض الثأر من قاتل أو من أقاربه، ومنه: ما يكون مبعثه سياسيًا، إلى غير ذلك مما تكون أسبابه غير مشروعة، وهو في كل ذلك حرام، حتى ما كان ثأرًا من قاتل، فإن ذلك لا يكون إلا عن حكم يصدره القاضي، بعد أن تثبت لديه الجريمة على القاتل، ثم يأمر بتنفيذه، صونًا للنظام العام ومنعًا للفوضى، ومحافظة على هيبة الدولة لأرواح البرآء، وعموم الحرمة جاء من قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها)، وأخطر أنواع القتل العمد: ما كان إفسادًا في الأرض، أو كان قتلًا سياسيًا، أما القتل السياسي – سواء أكان مبعثه الانحراف في الدين أو التطرف في السياسة – فهو أخطر الأنواع ضررًا بالأمة، لما يترتب عليه من إفلات الزمام ممن يحافظون على الأمن، بسبب عموم الفوضى ما بين سفك للدماء، ونهب للأموال، وهتك للأعراض، وتعريض الوطن لأخطار جسيمة من المتربصين به، ومن يقاتل تحت لواء جماعة يتعصب لها، دون أن ينظر للمصلحة العامة للأمة.. فليس منا لا أحد كان في استطاعته أن يعصمنا من شر المصائب، لولا لطف بهذه الأمة، ومسارعة إلى جمع شملها بسرعة تحت لواء أحد أبنائها الملهمين، في ظل وفاء رائع من الجيش والشرطة وعقلاء الأمة، وكل ذلك بفضل ربنا الحكيم الخبير، إن مصر أكبر دولة عربية، ومن كبريات الدول الإسلامية، فلو أصيبت بسوء – لا قدر الله – فالبلاء لن يقتصر عليها وحدها، فسوف يتناولها وغيرها من الدول العربية والإفريقية، ولكن فاتهم أن مصر كنانة الله في أرضه، من أرادها بسوء قصمه الله ( فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين) . وبعد هذا أقول لشبابنا: إن أي سبب يقوم في أذهانكم لا يبيح الفساد والدمار، وبخاصة في مثل ظروفنا التي نعيش فيها وأمر الأمة مجتمع، فمحاولة تفريقها بتلك الأحداث الجسام من آن لآخر تستحق المقت من الله تعالى ومن الناس، إن على شبابنا المؤمن أن يعيدوا النظر في أفكارهم، فلا يكتفوا بالعمل ببعض ما في الكتاب والسنة مع التطرف فيهما، وفي حين أنهم يرفضون العمل بالبعض الآخر، فالتزموا يا شباب ما ألزم الله نبيه والمؤمنين معه، بقوله سبحانه فى سورة هود : (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعلمون بصير) أي: داوم يا محمد أنت ومن آمن معك من المؤمنين، على التزام الطريق المستقيم كما أمرك الله، ولا تتجاوز حدود الاعتدال بتقصير أو مغالاة، فإنه تعالى عليم بأعمالكم فيجازيكم بمقتضاها، هذا هو المنهج السديد يا شباب فانتهجوه، فإنه منهاج الله رب العالمين . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.