يواجه محصول القمح بالوادي الجديد أزمات قديمة ومتكررة في محافظة تعتمد الزراعة فيها بنسبة كبيرة على مياه الآبار الجوفية والعيون السطحية، التي تحتاج للآلات اللازمة لرفع المياه لاستخدامها في ري المحاصيل الزراعية وتشغيل الآلات الزراعية للحصاد، كما أن تشغيل هذه الآبار يلزم توفير كميات السولار، إذ أن أي أزمة تطرأ على الوقود تؤثر على الزراعة بصورة كبيرة في المحافظة التي تعد أكبر محافظات الجمهورية. وأكد محمد عطية، نقيب الفلاحين بالمحافظة، أن أكبر المشكلات التي تواجه المزارعين هي نقص السولار رغم الانفراجة الطفيفة في أزمة نقص السولار المستخدم لمعدات الحصاد بعد زيارة وزير التموين الدكتور باسم عودة إلى شرق العوينات. وأضاف أن عملية حصاد القمح يلزم لها توفير معدات خاصة يعتمد تشغيلها على التزود بالسولار، بالإضافة إلى أن عملية نقل المحصول من الحقول إلى الشون تحتاج أيضًا إلى توفير شاحنات تعمل أيضًا بالوقود، مؤكدًا أن أزمة السولار تؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية بالوادي وخصوصًا القمح بنسبة لا تقل عن 70 % . وأوضح أن هناك عدة مزارع لم يتم حصاد القمح بها بسبب أزمة نقص السولار، مضيفًا أن هذا يؤدي إلى تعرض القمح للتلف والهلاك عن طريق تعرضه ل"الفرط" بالحقول نظرًا لاكتمال نضوجه وتخطيه موعد الحصاد كما أن أعطال الآبار المتكررة تؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية خاصة القمح، مشيرًا إلى أن الفلاحين ينتظرون مدة لا تقل عن 20 يومًا حتى ينتهي عمال الصيانة بمصلحة الميكانيكا والكهرباء من إجراء أعمال الصيانة على البئر المعطل، مما ينتج عن ذلك تعرض محصول القمح والمحاصيل الأخرى للتلف والضمور. وأشار إلى أن السبب الرئيسي في أزمة السولار هو توقف شاحنات النقل الثقيل والمعدات القادمة من و إلى منطقة شرق العوينات عبر مداخل المحافظة للتزود بالسولار من محطات الوقود المدعم بمدينتي الداخلة والخارجة حيث تحصل على كميات كبيرة تؤثر بشكل كبير على المخزون الخاص بالمحافظة. وقال نقيب الفلاحين: "إن المشكلة الأخطر في ما بعد الحصاد لعدم توفر مكان لتخزين القمح بشوَن بنك التنمية والائتمان الزراعي السيئة، وعدم توافر فوارغ كافية من "جوالات الخيش"لتعبئة القمح، وكذلك غياب دور الجمعيات الزراعية التعاونية بالقرى في توريد وتسلُّم القمح من المزارعين، ما يسبب تزاحمًا وتكدسًا من المزارعين على الشوَن. وأضاف أنه رغم زيادة المساحات المنزرعة بالقمح هذا العام بزيادة 20 ألف فدان عن العام الماضي، فإن بنك التنمية والائتمان الزراعي لم يجهز الشوَن التي سوف تستقبل القمح، لأنها لا تزال مليئة بالقمح من الموسم الماضي، والأجولة قديمة ومتهالكة، ما يتسبب في فقد وإهدار القمح. وأشار إلى غياب دور الجمعيات التعاونية الزراعية في تسلُّم القمح من المزارعين، وذلك بحجة عدم قدرتها على تحمل نفقات نقل القمح، بينما طالبت نقابة الفلاحين وزارة التموين بإقامة صومعة لتخزين القمح بالوادي الجديد. من ناحيته، أكد المهندس محمد جمال، مهندس بالري، أنه توجد بعض الآبار التي تعمل بالسولار تعاني من أزمات نقص السولار، مشيرًا إلى أن عدد ساعات تشغيلها يقل في حال عدم توافر الكميات المطلوبة من السولار، مما يؤثر على الزراعات. وأضاف أن كثيرًا من الآبار السطحية التي يقوم المزارعون بإنشائها تدار أيضًا بالسولار وتتأثر هي الأخرى بنقص كمية السولار مما يعرض المحاصيل للضمور والتلف بسبب عدم الري. وأشار إلى وجود مشاكل أخرى أشد خطورة وتؤثر على عمليات إنتاج الحبوب الغذائية وعلى وجه الخصوص محصول القمح وهي مشكلة تباعد المسافات بين المراكز والقرى بالمحافظة وأنها تحتاج إلى شاحنات لسرعة نقل المحصول للشون حتى لا يؤدي تركه في العراء لتلف المحصول.