كشف المقرر العام للحملة الشعبية لترشيح الدكتور محمد البرادعي لرئاسة الجمهورية أمس عن وجود اتصالات وتنسيق "غير مباشر" بين أعضاء الحملة والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر وسطاء- لم يفصح عن أسمائهم-، مشيرا إلى أنه كان قد أعرب عن شكره على خطوة تدشين الموقع الإلكتروني للحملة في مطلع هذا العام. وقال الشاعر عبد الرحمن يوسف لبرنامج "مانشيت" على فضائية "أون تي في"، إن الهدف من الحملة تشجيع البرادعي على اتخاذ قرار بالترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقررة عام 2011، وأشار إلى أنه تم وضع خطط للتحرك بهذا الخصوص، إلا أنها "تبقى سرية" إلى أن يعلن عن ترشحه فعليا، فحتى هذا الوقت لم يعلن إن كان سيرشح نفسه أم لا. وطرح البرادعي شروطا لخوض الانتخابات الرئاسية، ومنها إجراء تعديلات دستورية، ورفع القيود عن عملية الترشح التي تفرض على المستقلين الحصول على أصوات 250 من الأعضاء المنتخبين بالمجالس النيابية والشعبية في مصر، وهي شروط وصفها محللون بأنها صعبة المنال في ظل عدم وجود مؤشرات على الاستجابة لها، بعد أن قطع جمال مبارك أمين السياسات الطريق بنفيه المبادرة إلى إجراء تعديلات دستورية قبل الانتخابات القادمة. وتعرض البرادعي لحملة هجوم واسعة في الصحف الحكومية والعديد من أنصار الحزب "الوطني" الحاكم عقب الكشف عن نواياه بشأن احتمال ترشحه، وهي الحملة التي نعت يوسف قادتها ب "رموز الباطل"، وقال في إشارة الذين شنوا هجوما على البرادعي "لن أذكر أسماء لأن الناس تعرفهم جيدًا". لكن عبد الرحمن وهو نجل العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، أكد أن حملة الهجوم على البرادعي فشلت في تحقيق هدفها من تشويه صورة الرجل والتأثير على شعبيته بين المصريين، لأن "الناس في مصر وإن كانوا بسطاء و"على نياتهم" إلا أنه شعب واع أدرك الهدف من هذه الحملة "الغشيمة"، على حد قوله. ولم تحظ خطط البرادعي للانخراط في العملية السياسية في مصر وتلميحه إلى الترشح في الانتخابات القادمة برد فعل أمريكي مرحب حتى الآن، بعد أن رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في وقت التعليق على ذلك باعتبار الأمر "شأن مصري داخلي"، وهو ما أعطى انطباعًا بعدم ترحيب أمريكي به، خاصة وأنه تعرض في السابق لانتقادات أمريكية بسبب أسلوب إدارته للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونفى المقرر للحملة الشعبية لترشيح البرادعي أن يكون البرادعي يحمل جنسية أجنبية، مستشهدا بتصريحات للدكتور مصطفى الفقي السكرتير السابق للرئيس الجمهورية وبتصريحات البرادعي نفسه لوسائل الإعلام التي نفى فيها امتلاكه جنسية أخرى بخلاف جنسيته المصرية، وأكد أنه لا يحمل إلا الجنسية المصرية، نافيًا ما تردد عن جنسية له سويدية. وأضاف أن أهم ما يميز البرادعي هو خوفه على الناس بوجه عام، معتبرًا هدفه في إمكانية أن يفتح باب الترشيح للرئاسة لأي مواطن عادى حقًا مشروعًا، واصفًا الدستور الحالي بأنه "غير شرعي" طالما أنه لا يستند لهذا البند الذي يراه حقًا للجميع، فهو يقنن منع الشعب من اختيار رئيسه القادم. وأرجع عدم تحرك أعضاء الحملة في الشارع المصري إلى أنهم لا يملكون "غطاءً شرعيًا" يسمح لهم بحرية الحركة، بالإضافة إلى أن "الخصوم ليس صدرهم رحب، وقانون الطوارئ يمكن أن يعصف بالحملة"، فضلا عما قاله بأنه لا يريد أن يقول أحد أن الحملة هدفها قلب نظام الحكم وإنما الهدف الشرعية التي تتأتى من حق اختيار رئيسها فقط. وأوضح أن الحملة لا تريد الانضمام لأي حزب، وهدفها أن تحدث تغييرًا في المجتمع المصري من خلال اختيار رئيس أمثل لها يستطيع أن يغير ما أحدثته 30 سنة من عمر المجتمع المصري أصبحنا نشرب فيها مياه الصرف بدلا من مياه النيل. لكنه مع ذلك، قال إن الحملة ليست مؤيدة للبرادعي "عمال على بطال" بل أن هناك أسسا تم الإجماع عليها بأنه المرشح المثالي لرئاسة الجمهورية؛ أهمها أنه رجل دولة فقط مارس العمل الدبلوماسي عندما كان يشغل منصب مدير الوكالة الذرية وهذه مهمة صعبة جدا، بخلاف العالم أحمد زويل الذي لم يفعل ذلك، فهو فقط عالم ماهر جدا في مجاله ولم يسبق له أن يعمل في مجال دبلوماسي.