دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى ضرورة حماية أطفال المسلمين من انتقال فيروس شلل الأطفال عبر ضمان حصولهم على اللقاح المضاد للفيروس. وشدد الإمام الأكبر في الاجتماع الذى عقد في الجامع الأزهر الشريف وحضره علماء المسلمين الأجلاء من العديد من البلدان على أهمية زيادة الوعى بالتعاليم الإسلامية الصحيحة حول هذا الموضوع للتغلب على المعتقدات المغلوطة والمشوهة، كما أكد فضيلته أن الأزهر على أتم الاستعداد لمواصلة بذل الجهود من أجل توعية الأفراد والمجتمعات المسلمة بحق الأطفال فى الحماية من شلل الأطفال وسائر الأمراض الأخرى، وبواجب جميع المسلمين العمل لضمان حماية أطفالهم، وحذر فضيلته من "أن الأطفال المقعدين يؤدون بطبيعة الحال إلى أمة إسلامية مقعدة" . جاء ذلك خلال لقاء عقد بالقاهرة اليوم لعلماء أجلاء من مختلف بلدان الأمة الإسلامية لبحث العوائق الأساسية التى تحول دون وقف انتشار شلل الأطفال فى هذه البلدان بغية الوصول إلى إجماع حول السبل التى يمكن للقيادات الإسلامية أن تتبعها لمعاونة المجتمعات المسلمة فى تخطى تلك العوائق وضمان حماية كافة أطفال المسلمين. من جهتهم أبدى العلماء المسلمون الحاضرون تضامنهم مع أطفال العالم الإسلامى، وأكدوا عزمهم دعم الشعوب والعاملين الصحيين وحكومات البلدان الثلاثة والتى لم يتم استئصال شلل الأطفال منها بعد ، وهى أفغانستانوباكستان ، ونيجيريا. وكانت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، والتى أطلقها وزراء الصحة فى الدول الأعضاء فى منظمة الصحة العالمية عام 1988 قد أطلقت فى وقت انتقال هذا المرض المقعد فى جميع بلدان العالم ، باستثناء هذه البلدان الثلاثة. فباستثناء أفغانستان ، وباكستان، ونيجيريا ، تمكنت كافة المجتمعات والبلدان الإسلامية فى شتى البقاع بما فيها 54 بلدا من الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى والبالغ عددها 57 بلدا من استئصال شلل الأطفال، ونجحت هذه المجتمعات والبلدان الإسلامية في وقف سريان فيروس شلل الأطفال من خلال تطبيق استراتجيات الاستئصال المجربة والتى أثبتت فعاليتها ومن خلال إعطاء لقاح شلل الأطفال الفموى المأمون، وبفضل الدعم المالى والسياسى المقدم من العالم الإسلامى . وينتاب القلق العميق الأمة الإسلامية جراء استمرار انتشار فيرس شلل الأطفال البرى فى مناطق في أفغانستان ونيجيريا وباكستان وكذلك استمرار العوائق السياسية والثقافية والأمنية والمجتمعية فى الحيلولة دون تطعيم كافة أطفال هذه المناطق ضد شلل الأطفال، وعلى وجه الخصوص من جراء الهجمات المأساوية التى استهدفت بالقتل العاملين الصحيين فى باكستان ونيجيريا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.