أعلن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أن بلاده لن تسمح بتدفق آلاف اللاجئين السوريين إلى أراضيها في حال تدهور الأوضاع في سوريا. وقال النسور في لقاء عقده اليوم "الخميس" مع مراسلي وكالات الأنباء والصحف العربية والأجنبية بمقر رئاسة الوزراء " إنه إذا حدث نزوح بالآلاف من اللاجئين السوريين فلن نستقبلهم داخل الأردن "، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الأردنية ستسهل إبقائهم داخل الأراضي السورية في منطقة عازلة داخل حدود بلادهم. وتابع النسور" إن الأردن لن يشجع السوريين على اللجوء إلي أراضيه .. ونحن نفضل أن يبقى السوريون في بلادهم لأن احتياجهم لبلدهم أفضل". ونفي رئيس الوزراء الأردني في رده على سؤال لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان، وجود قوات أجنبية على الحدود الأردنية- السورية ،لافتا إلى أن وجود مثل هذه القوات في الأردن يأتي في إطار الزيارات والتدريبات المشتركة الروتينية بين القوات المسلحة ونظيراتها في عدد من الدول الصديقة. وردا على سؤال حول عدم السماح بدخول اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى الأردن، قال النسور" إن سياستنا في الأردن عدم عبور الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية إلى الأردن لأن استقبالنا لهم سيكون مقدمة لموجة تهجيرأخرى الأمر الذي لا يخدم القضية الفلسطينية". وأضاف" إن الأردن لن يفتح المجال أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا للدخول إلى أراضيه خاصة وأن هناك أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي السورية والدولة المضيفة (سوريا) أولى بأن تتحملهم". وتابع" لو فتح الأردن المجال أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لتدفقوا إلينا من الدول المجاورة أيضا وهذا لا يخدم القضية الفلسطينية ". وقال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إن موقف الأردن من الائتلاف الوطني السوري ينبع من موقف الجامعة العربية بالاعتراف بالائتلاف "، مشيرا إلى أن موقف الأردن في التعامل مع الأزمة السورية يتسم بالحساسية والحكمة والتعامل مع تلك الأزمة وفق المصلحة الأردنية العليا، مؤكدا أنه لا توجد أية اتصالات مع المسئولين السوريين في الفترة الأخيرة. ونفى رئيس الوزراء الأردني أن تكون بلاده منغمسة بأي شكل من الأشكال في مؤامرة على سوريا، مشيرا إلى أن الأردن تمكن من ضبط حدوده مع سوريا لدرجة الكمال. وحول وضع اللاجئين السوريين في الأردن، قال إن الحكومة الأردنية أنجزت البنى التحتية لمخيم"مريجب الفهود" في محافظة الزرقاء (23 كم شمال شرق عمان) والذي يتسع لنحو 5 آلاف لاجئ في المرحلة الراهنة ويمكن توسعته لاستقبال المزيد من اللاجئين إذا اقتضى الأمر ذلك. وأعرب النسور عن أسفه لمصرع 8 لاجئين سوريين وإصابة 6 آخرين جراء الحريق الذي شب الليلة الماضية في مخيم حديقة الملك عبد الله الثاني بلواء الرمثا بمحافظة إربد (95 كم شمال عمان). وبالنسبة لزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأخيرة إلى عمان، أكد النسور أن الزيارة كانت ايجابية وتم تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين سواء ما يتعلق ببدء التصاميم لمد خط أنبوب النفط بين البلدين لغايات تصدير النفط العراقي إلى ميناء العقبة الأردني ولسد جزء من احتياجات المملكة من النفط ، إضافة إلى تصدير الخضار والفواكه الأردنية إلى السوق العراقية. وفي الشأن الداخلي، أكد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أن الانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري يوم "الأربعاء" المقبل ستكون نزيهة مائة بالمائة ولن يكون هناك فساد في تلك الانتخابات ، مشيرا إلى أن الدولة وأجهزتها كاملة مكرسة لضمان نزاهة الانتخابات، منوها بالجدية والالتزام بمحاربة كافة أشكال الفساد المتعلق بالمال السياسي حيث تم إحالة 13 قضية تتعلق بمرشحين وناخبين للنائب العام بتهم شراء الأصوات الانتخابية والعملية مستمرة في ظل القانون ولن تتوقف ضمن أسس العدالة وعدم ظلم احد . ولفت رئيس الوزراء الأردني إلى أن الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات انفتحت على المنظمات المحلية والدولية المعنية بمراقبة الانتخابات مؤكدا أن هذا دليل على ثقة الدولة وأجهزتها بسلامة الإجراءات المتصلة بالعملية الانتخابية . وردا على سؤال حول مقاطعة الحركة الإسلامية للانتخابات النيابية المقبلة ، أكد النسور أن الدولة الأردنية كانت مخلصة في دعوة هذه الجهات للمشاركة في الانتخابات ، مشيرا إلى أن الحركة الإسلامية في الأردن هي من لوازم العملية السياسية وجزء من نظامنا السياسي وليست خصما على الإطلاق، مؤكدا أن المقاطعة لا توجد في الأنظمة الديمقراطية في العالم. وأكد أن الأوراق النقاشية التي يقدمها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تجسد نظرته ورؤيته التقدمية لمسيرة الإصلاح الشامل في الأردن في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن الحلقة النقاشية الثانية التي نشرها الملك أمس "الأربعاء" حددت خارطة ومعالم الطريق للمرحلة المقبلة ورؤيته فيما يتعلق بتفويض صلاحياته المتعلقة بتشكيل الحكومات المستقبلية. وقال النسور" إنه يجب أن تتفق الحكومة الأردنية القادمة ومجلس النواب المقبل على تنظيم العلاقة بينهما وفقا للدستور ومبدأ فصل السلطات". وأكد النسور في رده على سؤال أن الوحدة الوطنية المبنية على أسس العدالة لجميع مكونات المجتمع الأردني هي صمام الأمان الذي يحمي البلاد من محاولات التدخل الخارجية.