أكد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية، أهمية تعزيز الوئام بين الأديان، وضرورة مواجهة كل الدعوات والأفكار الدخيلة على مصر والتي تؤدي إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، لافتا أن محاولات زرع الشقاق بين المصريين سيكون مصيرها الفشل وسيكون للإسلام مكان في مصر الديمقراطية، كدعامة للتسامح والتوافق وليس كوسيلة للقهر. وأشار فضيلته في مقال نشرته وكالة "رويترز" العالمية، إلى أنه قد أولى جهداً خاصاً خلال الموسم الحالي لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد لجميع الكنائس المصرية ومسيحيى مصر على الملأ في أيام الأعياد والمناسبات الخاصة بهم. وأضاف في المقال أن تهنئة المسيحيين بمناسبة ذكرى يوم ميلاد نبي الله عيسى -عليه السلام - هي في الواقع عمل محمود يحث عليه الإسلام لأن ميلاد السيد المسيح عليه السلام كان ولا يزال ميلاد خير وسلام ولأن التهنئة تعبير لفظي عن الرغبة في تعزيز العلاقات السلمية والتوافق بين الجيران وشركائنا في المواطنة والإخوة والأخوات في الإنسانية. وشدد على أن المسلمين والمسيحيين على حد سواء مطالبين بترجمة مشاعر التضامن إلى وحدة حقيقية من أجل مصلحة مصر وأضاف فضيلته أننا كقيادات دينية نود أن نترك للأجيال القادمة ثقافة إنسانية تتميز بالتعددية قائمة على أساس الإيمان الحقيقي وتعهد بنشر العدل والحب بين الناس على أرض مصرنا العظيمة. كما تحدث مفتي الجمهورية في مقاله عن الدعوات التي أطلقها البعض لفرض الحجاب على المسيحيات حيث اعتبر فضيلته أن مثل هذه الدعوات ما هي إلا إقحام خارجي دخيل على ثقافتنا وأسلوب حياتنا في مصر، مشيرا إلى أن مثل هذه الأفكار والآراء تسعى إلى زعزعة الاستقرار الديني في مصر". وتابع: إن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم علماء ممن يحالون إصدار الفتاوى لا يمكن اعتبارهم علماء معتمدين، حيث إن فتاواهم أشبه بآراء غير علمية قد خرجت تبعاً لأهوائهم ورغباتهم وليس لها أي ثِقل في علم الفتوى. وأوضح فضيلته أن الشريعة الإسلامية تضمن الحريات في إطار القيم الدينية التي اتفقت عليها الأديان ويعزز كذلك الحقوق الكاملة للمرأة، معتبراً بصفته على رأس دار الإفتاء المصرية أن الاستقرار الديني يكمن في هذه القيم، وأن نموذج هؤلاء العلماء الحكماء يتضح جلياً في المنهج الأزهري الرصين والذي يعد الضامن لوجود التسامح والوسطية بمصر. وطالب المفتي في ختام مقاله أجهزة الدولة بمواجهة أي محاولة لزرع الشقاق بين الناس في مصر بأقوى الوسائل الممكنة، مؤكداً أنه على يقين بأن كافة القوى التي تسعى إلى تفريق المسلمين والمسيحيين في مصر وكذا تفريق المسلمين بينهم وبين بعضهم والمسيحيين بينهم وبين بعضهم، سيكون مصيرها الفشل التام، لأن مصر كانت رمزاً للتعايش على مدى القرون وسوف تستمر كذلك بفضل الله.