دعا عدد من الأئمة وخطباء الجمعة القوى السياسية إلى أن تعمل على إعادة لم شمل الأمة والقبول بالحوار باعتباره أفضل الطرق والحلول للخروج من المأزق السياسى الراهن ومواجهة الأزمة الاقتصادية أملاً فى الوصول بالبلاد إلى بر الأمان والاستقرار. وناشد الشيخ يوسف القرضاوي، جميع الشعب المصرى بكل طوائفه وأحزابه السياسية، الأقباط والمسلمين، الليبراليين والعلمانيين، إلى كلمة سواء، مؤكداً أهمية الوحدة من أجل بناء البلاد، موضحًا أن ما تعيشه مصر حاليًا من اختلاف بين أبناء الوطن الواحد مرفوض تماماً؛ لأن مصر تحتاج إلى جهد كبير من أجل التقدم فى ظل الأزمة الاقتصادية، فى الوقت الذى مازلنا لم نحقق أهداف الثورة بعد، موجهاً رسالة إلى كل المصريين الذين شاركوا فى الثورة قائلاً: ماذا جرى لكم يا أهل مصر؟ ألم تكونوا شعبًا واحدًا فى ثورة 25 يناير؟! لقد نجح شياطين الإنس والجن فى أن يوقعوا الفتنة بينكم. ودعا القرضاوى خلال خطبة الجمعة فى الجامع الأزهر، الأنبا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذوكسية، بأن يحث رجال الكنيسة وجميع أقباط مصر على الوقوف يدًا واحدة مع إخوتهم الإسلاميين وأن يتركوا الفتنة التى تحاول أمريكا وإسرائيل نشرها. وأوضح أن الرئيس محمد مرسى اعترف أمام الجميع بأنه يخطئ ولابد أن نعترف جميعًا بذلك، فالإخوان يخطئون وغيرهم يخطئ، مؤكدًا أن العالم العربى كله ينظر إلى مصر ويعتبرها نموذجًا للانطلاق نحو الأمة الإسلامية جمعاء. وأكد القرضاوى أن بناء مصر يتم من خلال عدة نقاط وهى أن نبعض البغضاء والحسد والكراهية بيننا حتى يتحقق الإخاء وتنتشر المحبة ويسود الود وتتوحد البلاد ونجمع جمعنا على كلمة واحدة ونستطيع بناء نهضة مصر، مستنكرًا دعوة بعض شباب الثورة للخروج على الشرعية يوم 25 يناير المقبل. فيما ناشد الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامي، خلال خطبة الجمعة بمسجد النور بالعباسية، جميع القوى السياسية الاستجابة إلى الحوار الوطني، مؤكدا أن الأزمة الحقيقة التى تمر بها مصر هى الفرقة، ما يتطلب أن يتكاتف العلماء والشيوخ لمواجهتها، مطالبًا جميع الفرقاء باتباع الحكمة البالغة والموعظة الحسنة ومحاسبة المخطئ فقط، وليس محاسبة الجميع جراء خطأ فردي، وقال: إذا أخطأ ضابط شرطة، لا نحاسب وزارة الداخلية بأكملها، ونفس الأمر فى القضاء والدعوة. وأكد حسان أن مصر تحتاج إلى جهود كل أبنائها للخروج من الأزمة الراهنة، التى لن تحل بالاعتصام وسوء الظن السائد بين الجميع وتفرغ الناس للإساءة لبعضهم. واستنكر حسان ظهور بعض الشخصيات العامة على وسائل الإعلام المختلفة لقذف إنسان أو إنسانة فى إشارة للشيخ عبد الله بدر، معتبراً هذا من الكبائر، مستنكرًا فى الوقت ذاته قيام بعض مقدمى البرامج المتخصصة بالسخرية والتهكم على الشخصيات العامة والمشايخ فى إشارة إلى برنامج باسم يوسف، مناشدًا جبهة الإنقاذ بالجلوس على مائدة الحوار وطرح جميع الحلول، مشدداً على أنه ليس من حق أى فصيل أن يحتكر القرار لنفسه وننسى الصالح العام حتى ننقذ مصر من أزمتها الحقيقية، مؤكداً أن مصر ليست ملكاً للحكومة أو الرئيس أو هذا الفصيل أو ذاك، ولكنها ملك للشعب كله. وأكد الشيخ أحمد الشبراوى، خطيب مسجد مصطفى محمود، أن الانفلات الأمنى أخطر ما يواجه مصر فى الوقت الحالى؛ لأن الدول الأمنية فى أحوالها وفى طرق الوصول إليها ليقصدها الناس من كل مكان طمعًا فى هذا الأمن وبهذا يتحقق الازدهار الاقتصادى. فيما اتهم الدكتور بسيونى عبد العزيز أمام وخطيب مسجد رابعة العدوية بعض الإعلاميين بإثارة الفتنة بين جموع الشعب المصرى ويحرضون على خراب الوطن، ولا يسعون إلا لمصلحتهم الشخصية، مشيدًا بالشيخ محمد العريفى أحد خطباء المملكة العربية السعودية عندما ألقى خطبة كاملة عن مكانة مصر بين أمة الإسلام، مشبها المصريين بالصحابة فى قربهم للإسلام وحبهم لله ورسوله والدين. وأكد الشيخ محمود بكار، خطيب مسجد عمر بن عبد العزيز الواقع فى محيط قصر الاتحادية، أن ما يحدث الآن فى مجتمعنا من سباب وشتائم غريب علينا، مؤكدًا أن ممارسة السياسة ليست بالوقيعة والمؤامرة وأخذ الكلام على غير مأخذه وتأويله بما ليس فى صالح المجتمع، وحث كل من يملك القدرة على أن يعفوا صفحًا جميلاً فليفعل، مؤكدًا أن الصفح هو العفو بلا شماتة وهذا ما فعله النبى عند فتح مكة، مطالبًا المصريين جميعًا بالتحلى بالصبر والتواضع وخفض الجناح لخصومهم السياسيين ومع من يختلفون معهم فى الفكر والثقافة والمنهج. وأكد الدكتور مجدى عبد الغفار، أستاذ أصول الدين بجامعة الأزهر، رئيس لجنة الدعوة بالجمعية الشرعية، خلال خطبته بمسجد الاستقامة بالجيزة، أن مصر فى أمس الحاجة إلى إدارة الأزمات لا الإدارة بالأزمات، موضحًا أن الفرق بينهما أن إدارة الأزمات هى البحث عن حل الأزمة، أما الأخرى فهى افتعال الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية، وأضاف قائلا: "اتقوا الله فى الشيخ الكبير والطفل الرضيع.. هيا بنا نستيقظ ونعمل مع الحكماء".