في الوقت الذي تتعالى الأصوات داخل المنظمات النسائية لوقف ظاهرة عنف الأزواج ضد زوجاتهم، نجد الأمر يختلف كليا بين نساء الزنوج في موريتانيا، اللواتي ينظرن إلى ضرب أزواجهن على أنه أقوى دليل على حب الزوج لهن. وتعطي هذه التقاليد للزوجة الحق في المطالبة بالطلاق إذا لاحظت تقصيرا من قبل الزوج في ضربها، وتتعمد المرأة الزنجية إهمال بعض الواجبات المنزلية لكي تتعرض للضرب، وهو ما يعطيها أهمية كبيرة داخل المجتمع، الذي يقدر الزوجة الباكية باستمرار بسبب ضرب زوجها لها. من جانبها قامت مجلة "سيدتي" باستطلاع آراء فتيات بين هذه القبائل الزنجية لمعرفة مدى رضاهن عن هذه العادات الغريبة في مجتمعهن، وأكدت في تقرير لها أن هؤلاء النساء يطلبن الطلاق إذا لم يضربهن أزواجهن! في حين قالت إحداهن عندما بكت واتهمته بأنه لا يحبها لأنه لم يضربها مرة واحدة طوال زواجهما! وأوضحت المجلة أنه على الجانب الآخر وقبل عدة اشهر استطاعت ليلى وهي فتاة من قبيلة (السنونكي) الزنجية، التي تقطن مدينة (كيهيدي) الجنوبية، الفرار إلى أوروبا عبر السنغال هربا مما أسمته بأحكام مجتمعها الجائرة التي تفرض عليها الزواج ممن لا تحبه، وترغمها على القبول بضربه لها كلما أراد ذلك.