قالت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية "هناك مخاوف جديدة من وقوع الأسلحة التي يرسلها عدد من الدول العربية والغربية لثوار سوريا الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد، في أيدي جهاديين متشدديين، وليست الجماعات المعارضة التي يسعي الغرب لتعزيزها في مواجهاتها مع الأسد". وذكرت الصحيفة الأمريكية -في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني اليوم الإثنين - أن هذا الاستتنتاج -الذي يدركه الرئيس الامريكي باراك أوباما وعدد من المسئولين الأمريكيين رفيعو المستوي - ألقي بظلال من الشك حول ما اذا كانت الأستراتيجية الأمريكية لمساعدة الثوار في سوريا والتدخل بطريقة غير مباشرة في البلاد، حققت الغاية المرجوة منها بشأن مساعدة المعارضة السورية في الإطاحة بالحكومة السورية، أم انها بدلا من ذلك ، تخلق بيئة خصبة لظهور حركات جهادية جديدة في المنطقة معادية للولايات المتحدة في المستقبل، علي غرار حركة طلبان التي تحاربها الولاياتالمتحدة في الوقت الراهن . ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي رفيع المستوي -على دراية بهذا الملف - قوله " أن أغلب المساعدات الفتاكة تذهب لمجموعات المعارضة السورية التي قد تنقلب على الولاياتالمتحدة في المستقبل". وتابع المسئول قائلا " إن واشنطن لا ترسل الأسلحة إلى سوريا بصورة مباشرة ولكنها توفر الدعم الاستخبارتي والدعم لإرسال أسلحة خفيفة مثل بنادق والقنابل للثوار السوريين، بالتنسيق مع السعودية وقطر " ، كاشفا النقاب عن وقوع معظم هذه الأسلحة في أيدي جهاديين متشديين في سوريا. ونوهت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية إلى أن ملف دعم ثوار سوريا بالأسلحة يأتي في وقت حرج بالنسبة للرئيس الامريكي باراك اوباما ، الذي يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية أملا في الفوز بفترة ولاية ثانية أمام منافسه الجمهوري ميت رومني الذي صرح الاسبوع الماضي -في خطاب القاه بمعهد عسكري بولاية فيرجينيا الأمريكية- بأنه سيعمل على وصول الأسلحة التي تمكن الثوار السوريين الذين "يتشاركون معنا نفس المباديء" من هزيمة دبابات ومروحيات الأسد. وتابعت الصحيفة " إن تصريحات رومني تؤكد أنه في حال فوزه بالرئاسة الامريكية فإنه سيصدق على إرسال أسلحة لثوار سوريا قد تشمل صواريخ مضادة للطائرات ومنظمات مضادة للدبابات ، والتي تعد خطوة تراجعت إدارة أوباما عن المضي قدما بها ، نظرا لعدم تيقنهم ممن سيستخدمها بالتحديد من الجماعات المعارضة في سوريا". وكشفت الصحيفة النقاب عن أن السبب الحقيقى وراء الزيارة السرية التي قام بها رئيس وكالة الأستخبارات المركزية الامريكية (سي أي ايه) إلى تركيا الشهر الماضي ، هو توجيه جهود إرسال الأسلحة لثوار سوريا ، لافتة إلى أن السي اي ايه قد أرسال العديد من عناصر إلى تركيا للمساعدة في إرسال المساعدات مباسرة إلى رموز بعينها في المعارضة السورية . وقالت الصحيفة في ختام تقريرها " إن المسئولين الأمريكيين يبحثون حاليا عن الأسباب التي أدت إلى تلقي جماعات إسلامية متشددة الحصة الأكبر من الأسلحة التي يتم إرسالها للثوار في سوريا ، عبر قطر والسعودية " ، لافتة إلى أنه -وفقا للمسئولين الامريكيين - فإنه لا توجد وساطة لتبادل المعلومات حول شحنات الأسلحة ، ولاسيما طريقة ما تضمن وصول شحنات الأسلحة لمجموعة بعينها نم الثوار السوريين.