"تحالفنا مع (الوطنية المصرية) لن يكون تحالفاً سياسياً، بل انتخابياً.... ولكن في هذه المرحلة موقفنا موحد فيم يخص قضية الدستور" هكذا وصف حمدين صباحي وضع التحالفات الناشئة في الوقت الحالي في لقائه أمس الأربعاء بمقر التيار الشعبى مع د. مارينا أوتواي الرئيس السابق لقسم دراسات الشرق الأوسط في مركز كارنيجي للأبحاث والباحثة في المركز نفسه. وعبر صباحي عن أمله ألا تقف المسألة عند تحالف التيار الشعبي فقط، بل الوصول إلى "جبهة وطنية" تجمع كل الأحزاب والحركات المؤمنة بثوابت وطنية مشتركة، في محاولة لتجميع المصريين على مشروع واحد. وقد تطرق صباحي إلى بعض التفاصيل المتعلقة بتنسيق التحالفات حول مشروع الدستور الجاري إعداده، حيث قال ان القوى المدنية ستقوم بتقديم بعض الاقتراحات للجمعية التأسيسية؛ إن قبلتها فسيكون مؤشر إيجابي لعمل اللجنة وإن تجاهلت مطالبهم سيقوم ثلاثون عضواً على الأقل بالانسحاب منها، لتلقى مصير الجمعية التأسيسية الأولى. المواد المقترحة ستكون متعلقة أولاً بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي "تجاهلها مشروع الدستور تماماً حتى الان، بالرغم من كون المطالب الاقتصادية أبرز مطالب ثورة 25 يناير". والمطالب الأخرى ترفض فرض رؤية الإخوان المسلمين والسلفيين للإسلام على الدستور والشعب. منها إعطاء مؤسسة الأزهر سلطة عليا، لتعلو على سلطة المحاكم القضائية والمؤسسات التشريعية المنتخبة وهو ما ترفضه التحالفات المدنية تماماً. بالإضافة إلى بعض التفاصيل المتعلقة بحقوق المرأة والطفل، وحرية التعبير والإعلام في القلب منها، كما أوضح صباحي. وقد توقع صباحي أن تحكم الإدارية العليا بحل الجمعية التأسيسية "إن كان الحكم مستنداً على القانون، أما إذا كان مسيساً فهذا وضع آخر". وأضاف صباحي ان تلك المقترحات سيتم تقديمها في خلال قرابة أسبوع. سألته د. أوتواي عن سبب الإشارة لل"تيار الشعبي" ب"التيار الثالث"، فشرح صباحي ان ما يمثله التيار الشعبي هو الخيار المغاير للنظام السابق من جهة وللإسلام السياسي من جهة أخرى. مشيراً إلى المحاولات الدائمة لتصوير الصراع الدائر على انه صراع الإسلام ضد العلمانية، في حين أنه –الكلام لصباحي- صراع ما بين العدالة الاجتماعية وغير المؤمنين بالعدالة الاجتماعية، وبين الديموقراطية وغير المؤمنين بالديموقراطية. "فنحن مسلمون، ولكن الإخوان والسلفيون يستخدمون الدين كأداة في لعبة السياسة" قال صباحي "مفهومي عن الإسلام هو دعم ومساعدة الفقير وليس إغناء الأغنياء". وعما وصلت اليه المفاوضات بين التيار الشعبي والأحزاب الأخرى ، قال صباحي ان المفاوضات تتقدم ولكن ببطء وتقابلها الكثير من المعوقات... "على سبيل المثال، وصل تفاوضنا مع حزب الدستور حتى الآن على انضمامهم للتيار الشعبي كمراقب فقط في الوقت الراهن إلى ان يتبلور نشاط الطرفين ونتفق على الخطوة اللاحقة". وفي النهاية أشارت د. أوتواي إلى انها، من خلال زيارتها لعدد من الأحزب والمجموعات السياسية في مصر، وجدت ان التيار الشعبي هو الأكثر نظاماً ونشاطاً بين كل المنضمين للتحالف، متسائلة عن المكسب الذي قد يحققه تحالف التيار مع قوى أخرى قد لا تكون بنفس قوته. فأجاب صباحي "قد تكون بعضها كيانات صغيرة، وقد ينقص البعض التنظيم الجيد.. ولكننا لا نسعى لإقامة تنظيم بل لإقامة تحالف واسع. وحينما تجتمع تلك القوى الصغيرة معاً سنحصل على جبهة وطنية قوية وفاعلة".