شهدت قرية النواهض المعروفة باسم"بلاد المال بحري" بمدينة أبو تشت في محافظة قنا روح وطنية بين المسلمين والأقباط، حيث قام شباب القرية بمبادرة لتعقيم منشآت ومباني القرية، وتوفير كافة ما يلزم من كمامات ومواد مطهرة لمواطنيها. وقرر الشباب تشكيل فرق متطوعة للقيام بأعمال التطهير والتعقيم، حيث بدت الروح الوطنية بين أهالي القرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد. وقام شباب القرية بتعقيم مساجد القرية، والكنيسة الوحيدة الموجودة بها، حيث شارك مجموعة من الشباب المسلمين في تعقيم الكنيسة. وقال أحمد محمد حسين، مهندس شاب من أبناء القرية في تصريحات صحفية إن فريق الشباب بدأ منذ فترة تعقيم وتطهير شوارع ومباني القرية التي يسكنها نحو 15 ألف نسمة، وتضم مسلمين وأقباطا. وأضاف أنه تم توزيع الفرق على كافة المنشآت والمحال التجارية بعد الحصول وبالجهود الذاتية والتبرعات على المواد المطهرة وأجهزة قياس درجات الحرارة والكمامات. وتابع قائلا : فريق الشباب قرر تعقيم الكنيسة رغم أنها مازالت تجدد، مؤكدا أنهم حصلوا على موافقة القس موسى راعي الكنيسة، الذي استقبل الشباب وتبرع بجهاز لقياس درجة الحرارة، وسمح لهم بدخول الكنيسة. وأوضح أنه أثناء دخول المصلين المسلمين لأداء الصلوات، فوجئوا بمجموعة من شباب الأقباط، يقفون أمام المساجد ويوزعون كمامات مجانية على المصلين قبل دخولهم، في لفتة نالت استحسان الجميع، وأكدت روح المحبة والإخاء بين سكان القرية. من جانبه قال عديل أبادير، أحد شباب الأقباط من القرية إن جميع سكان القرية يعيشون في محبة وتآخ وسلام، وفور قيام شباب المسلمين بتعقيم الكنيسة، رد عليهم الأقباط التحية وقرروا تشكيل فرق من الشباب القبطي للوقوف أمام المساجد، وتوزيع الكمامات المجانية على المصلين، والاحتفال معهم بعودة فتح دور العبادة. كما نوّه أن هذه المواقف منتشرة في القرية ومنذ أمد طويل، وليست وليدة اللحظة.
