أكد المركز العالمي للفتوى بالأزهر، أنَّ التنمر من السلوكيات المرفوضة التي تنافي قيمتي السلام وحسن الخلق في شريعة الإسلام، ويزداد هذا السلوك إجرامًا وشناعة إذا عومل به إنسان لمجرد إصابته بمرض هو لم يختره لنفسه؛ وإنّما قدره الله عليه، وكل إنسان معرض لأن يكون موضعه -لا قدر الله-. وتابع المركز العالمي للفتوى، "حرم الإسلام الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة؛ فقال تعالى: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) [البقرة: 190]، وقال سيدنا رسول الله (صل الله عليه وسلم): (لا ضرر ولا ضرار) [سنن ابن ماجه]، والضرر الذي وجه الإسلام لإزالته ليس الجسدي فقط، وإنما وجه -كذلك- لإزالة الضرر النفسي الذي قد يكون أقسى وأبعد أثرا من الجسدي". وأضاف أنَّه إذا كان الإسلام قد دعا المسلم إلى الأخذ بأسباب السلامة، واتباع إرشادات الوقاية حين معاملة مريض مصاب بمرض معد وقال في ذلك الرسول الكريم (وفر من المجذوم فرارك من الأسد)، فإنه قد دعا في الوقت نفسه إلى الحفاظ على صحة المريض النفسية؛ فقال الرسول في شأن الجذام أيضا -وهو مرض معد-: (لا تديموا النظر إلى المجذومين) [سنن ابن ماجه]؛ أي لا تطيلوا إليهم النظر، ولا تكرروا النظر لمواطن المرض؛ كي لا تتسببوا في إيذاء المريض بنظراتكم، ولا شك أن الانتباه لمعاملة المريض وأسرته، وعدم انتقاصهم بكلمة أو تصرف خلق رفيع مأمور به من باب أولى.