"مش هنجيب مدربين أجانب تاني.. مفيش بقى خلاص.. ليه معندناش ثقة فى المدربين المصريين"، بتلك الكلمات داعب الرئيس عبدالفتاح السيسى وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى خلال جلسة "اسأل الرئيس" ضمن فعاليات المؤتمر الوطنى السابع للشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة الذي عقد مؤخرًا، مضيفًا: "لازم ندى فرصة للمدربين المصريين ولازم ننتهز الفرصة لأن النتيجة واحدة". وجاء ذلك عقب خروج المنتخب مبكرًا من كأس أمم أفريقيا 2019، ما أدى إلى الإطاحة بالمدير الفني المكسيكى خافيير أجيرى من منصبه، وهو ما فتح الباب أمام تكهنات واسعة حول المرشح لخلافته، خاصة بعدما بات مرجحًا اختيار مدير فني وطني لقيادة المنتخب خلال الفترة القادمة. ويبدو المنتخب تحت قيادة المدرب الوطني أكثر تحقيقًا للإنجازات مقارنة بالمديرين الفنيين الأجانب، وعلى رأسهم حسن شحاتة الذي حقق لقب كأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية. ونجح "المعلم" فى التتويج بلقب بطولة أفريقيا لعام 2003 مع منتخب مصر للشباب، وقاد "الفراعنة" لإحراز كأس الأمم الأفريقية في أعوام 2006 و2008 و2010، ليصبح أكثَرَ منتخب أفريقى تتويجًا باللقب، والوحيد الذى استطاع إحراز 3 بطولات متتالية. وصعد بالمنتخب المصرى إلى المركز التاسع فى تصنيف الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، وهو ثانى أفضل تصنيف لمنتخبات أفريقيا، وتوج مع الفراعنة بدورة الألعاب العربية عام 2007، ثم دورة حوض وادى النيل عام 2011. وصُنف أفضل مدرب بأفريقيا عام 2010 فى ترتيب الاتحاد الدولى لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، وتم اختياره ضمن أفضل 5 مدرِّبين فى تاريخ القارة الأفريقية، كما اختير أفضل مدرب فى أفريقيا لعام 2008 من قبل الاتحاد الأفريقى. وقال خالد بيومى، المحلل الرياضى، إن اختيار المدرب المقبل سواء محلى أو أجنبى لتولى تدريب "الفراعنة" أمر صعب للغاية، نظرًا لضيق الوقت. وطالب بيومى في تصريح إلى "المصريون"، أعضاء اللجنة الخماسية التى تدير "الجبلاية" لحين إجراء الانتخابات، البعد عن المجاملات فى اختيار المدير الفنى؛ لأن ذلك يكون على حساب اسم مصر كما حدث مؤخرًا مع "أجيرى". وأضاف: "منتخب مصر يملك عددًا كبيرًا من اللاعبين المحترفين فى أقوى الدوريات الخارجية، لذا أرى أن المدرب الأجنبى هو الأفضل الفترة المقبلة، كما أن المدرب المصرى لن يتحمل ضغوطات الإعلام والجماهير". وأوضح أنه "بالنسبة للمدير الفنى الوطنى فإنه من الصعب جدًا تولى أى اسم حاليًا، والجماهير لن تقبل بالأسماء المطروحة على الساحة الآن". وتابع: "منتخبنا ظهر بشكل سيئ فى البطولة الأخيرة لعدة عوامل؛ أهمها الجانب الإدارى لم يكن بالشكل المطلوب، والجانب الفنى الذى أدى لعدم وجود شكل جيد للفراعنة، فضلاً عن أن اختيارات اللاعبين أيضًا من البداية كانت خاطئة، بالإضافة إلى الجانب الأخلاقى الذى ظهر خلال البطولة". واختلف معه الناقد الرياضى شادى عيسى، رئيس تحرير موقع "الفريق"، قائلاً: "المدرب الأجنبى لا يصلح لتلك المرحلة الانتقالية بعد الخروج المشين للمنتخب من البطولة الأفريقية مبكرًا". وأضاف ل"المصريون": "لاعبو المنتخب يحتاجون الفترة المقبلة إلى تأهيل نفسى أكثر من فنى، بعد الخروج من البطولة، بالإضافة إلى ضرورة معاجلة الأخطاء الإدارية التى وقع بها الجهاز الفنى المقال". وتابع: "المدرب الوطنى هو الأقدر على شحن همم لاعبيه وتحفيزهم وبث الحماس فى نفوسهم، لإخراج أفضل ما لديهم، خصوصًا أن لغة التواصل بينهم تكون أعلى من الأجنبى، بحكم كونه ملمًا بكل المشكلات والأزمات التى يمر بها اللاعبون ويعرف جيدا الأشياء التى تحفزهم وتزيد طموحاتهم". واستطرد: "كما تعد مسألة الوجود الدائم فى البلاد من أهم الأسباب التى تجعل الأفضل وجود مدير فنى مصري، حيث إنه يتواجد دائمًا فى مصر، وهو ما يجعله متابعًا لكل المباريات المحلية والقارية للفرق المصرية ويكون على دراية كاملة بمستويات كل اللاعبين بمختلف الأندية، على عكس المدرب الأجنبى الذى لا يتواجد إلا فى فترات المعسكرات والمباريات فقط".