رغم قضائه لما يقارب 40 عامًا على الأراضي الأمريكية، لم يتمكن الممثل الإنجليزي، تشارلي تشابلن، من الحصول على الجنسية الأمريكية، وخلال الحرب الباردة، اتهم بأنه "شيوعي" ومتعاطف مع الاتحاد السوفيتي، لذا طرد من الولاياتالمتحدة ومنع من العمل في هوليود . وخلال عام 1948، وضع اسم هذا الكوميدي ضمن قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تضمنت 300 اسم من أسماء أبطال هوليوود المتهمين بمؤازرة الشيوعية. وبناء على ذلك، منع تشابلن من العمل بهوليوود ونعت بالشيوعي بسبب فيلمه "الأزمنة الحديثة"، الذي نقد من خلاله عصر الآلة عام 1936. وعقب وصفه بالشيوعي من قبل السيناتور جوزيف ماكرثي ضمن الحقبة الماكرثية، راقب مكتب التحقيقات الفيدرالي تحركات تشابلن عن كثب. كذلك طالب أحد ممثلي ولاية ميسيسيبي بالكونجرس بطرد الممثل الإنجليزي ومنعه من دخول الأراضي الأمريكية. وأثناء فترة التحقيق معه، سئل تشابلن عن كونه عضواً بحزب شيوعي فأجاب قائلاً: "لا أريد أن أخلق أية ثورة، كل ما أريده هو خلق مزيد من الأفلام". وخلال سفره رفقة أفراد عائلته لإنجلترا لقضاء العطلة خلال خريف عام 1952، تلقى تشابلن بلاغًا حذّره من تعرضه للاعتقال في حال عودته للأراضي الأمريكية. كما أمر النائب العام الأميركي، جيمس ماكجرانيري، بعدم تجديد رخصة دخوله للولايات المتحدة مرة ثانية قبل مثوله للتحقيقات حول خلفياته وتوجهاته الفكرية. وبدل العودة للولايات المتحدة ومواجهة المحققين، فضل تشارلي تشابلن التوجه مع عائلته نحو سويسرا. وفي 23 سبتمبر 1952، حضر الممثل الإنجليزي ندوة صحفية بساوثهمبتون في إنجلترا نفى خلالها أية علاقة له بالتيار الشيوعي، وأعلن عن رغبته بالبقاء بأوروبا، مؤكدًا بشكل هزلي أنه لن يعود لأميركا ثانية. لكن بعد نحو 20 عاماً، عاد تشابلن سنة 1972 للولايات المتحدة لحضور إحدى حفلات توزيع الجوائز السينمائية. وصنف تشارلي تشابلن، من قبل كثيرين كأبرز وجه بتاريخ السينما، حيث حقق شهرة عالمية زمن الأفلام الصامتة بفضل شخصية "المتشرد"، التي جعلت منه أيقونة بعالم السينما. وبدأت الحياة المهنية لتشابلن منذ العهد الفيكتوري، نسبة للملكة البريطانية فيكتوريا، لتستمر 75 عامًا، رسم خلالها الابتسامة على وجوه متابعيه بفضل أعماله الخالدة.