ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية ، أن موجة الإحتجاجات الغاضبة التي اجتاحت الدول العربية والإسلامية بعد نشر فيلم مسيء للإسلام ، وصفته "بالإستفزازي والمثير للإستياء" ، كشفت عن كم الغضب الكامن تجاه السياسة الأمريكية في دول منطقة الشرق الأوسط . وسلطت المجلة - في سياق تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني مساء اليوم السبت- الضوء علي قدرة الولاياتالمتحدة على إيقاف موجة الإحتجاجات العنيفة التي اجتاحت العالم الإسلامي خلال الأيام القليلة الماضية وإستهدفت عددا من سفاراتها. وإستطردت المجلة قائلة أنه سيتوجب علي الولاياتالمتحدة امتصاص موجة الغضب العارمة ضدها في العواصم الإسلامية جراء نشر ذلك الفيلم المسيء للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وذلك دون وقوع المزيد من الخسائر البشرية للطرفين، سواء الدبلوماسيين الأمريكيين أو المحتجين الغاضبين ، وبالتالي تبدد موجة الغضب والتصعيد الموجه ضدها. وأشارت المجلة إلى أن الإحتجاجات في منطقة الشرق الأوسط والتي بدأت في مصر ومن ثم تونس واليمن التي سقط بها 3 محتجين إثر محاولة لإقتحام السفارة الأمريكية والسودان التي شهدت حادث مماثل أسفر عن سقوط أحد المتظاهرين ايضا، توسعت رقعتها وإمتدت الى خارج منطقة الشرق الأوسط لتطول عدة دول مثل ( فرنسا وسريلانكا ونيجيريا واستراليا وبلجيكا وجزر المالديف ) وعدة دول أخرى، منوهة إلى أن سقوط المزيد من الضحايا خلال التظاهرات يخلق مآسي جديدة تزيد من إحتقان الوضع ويؤججه علي المستوي الدولي. وأعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أن المتحدث الرسمي بإسم البيت الأبيض ، جاي كارني ، بالغ كثيرا في تصريحاته الأخيرة التي أصر فيها علي أن موجة الإحتجاجات ضد الفيلم المسيء " لم تأتي كردة فعل ضد السياسة أو الإدارة أو المواطنيين الأمريكيين ، بل إنها إندلعت بسبب الفيلم الذي وصفته الحكومة الأمريكية "بالمقزز وغير اللائق "، مشيرا إلى أن ما حدث من إحتجاجات لا ينم بالحقيقة عن فكر معارض للسياسات والمصالح الأمريكية حول العالم. وذكرت المجلة الأمريكية أن تصوير المسلمين للسياسة الأمريكية علي أنها تدنيس للمقدسات الدينية أو التهكم علي شخص الرسول الكريم (ص)، هو الوقود الذي ساعد في إشعال الغضب ضد المنشآت الأمريكية حول العالم . واردفت المجلة ، مشيرة إلى أن توجيه إهانات مباشرة إلي الإسلام مثل التي جاءت في الفيلم المسيء، هي آداة قوية يستغلها من يرغبون في إثارة الرأي العام الغاضب ضد التدخل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وضد من تتفق مصالحهم مع واشنطن في المنطقة. وشددت المجلة في ختام تقريرها علي أن هؤلاء هم من يحرضون العالم ضد المصالح الأمريكية بذريعة إحتلالها لبعض الدول الإسلامية أو دعمها للحكومة الإسرائيلية أو بعض الحكام العرب الموالين لها أو حتي هجماتها العسكرية ضد أهداف إرهابية .