أدانت القوى السياسية والثورية المواجهات التي يشهدها محيط السفارة الأمريكية، معتبرين أنها حرب شوارع يقودها الطرف الثالث ومثيرو الفتن من فلول الوطنى المنحل، لخلق حالة فوضى بالشارع المصرى وإراقة مزيد من الدماء، وإدخال البلاد فى دوامة جديدة لعرقلة سير المرحلة الجديدة. وقال الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة، فى بيان، إن الجماعة حينما قررت الدعوة إلى الوقفات أمس الجمعة أمام مساجد الجمهورية، نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كان الهدف منها هى إشراك جموع جماهير الشعب المصرى فى هذه الوقفات، وإعلان غضبتنا وغضبة الشعب المصرى كله، وعدم قصر الأمر على ميدان التحرير فقط.. وتابع: أن الجماعة المشاركة فى تظاهرات التحرير بشكل رمزى فقط، حتى لا يستثمر المكان فى التعدى على الممتلكات أو حدوث جرحى أو قتلى، كما حدث فى عدة مرات سابقة.. وطالب حسين، القوى المشاركة فى التحرير، وفى محافظات مصر، بأن يكون التعبير عن الاحتجاج بشكل حضارى وسلمى، يتناسب مع حضارة شعب مصر العريقة، ومع حضارة الإسلام العظيم. فيما اعتبر الدكتور محمد البلتاجى القيادى بحزب "الحرية والعدالة"، أن هناك جماعات لديها إصرار على الاشتباك مع قوات الأمن وإهدار دماء جديدة.. مستنكرًا فى تصريحات صحفية أمس وجود عدد كبير من المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية، ليس لها علاقة بالدين. وقال المهندس محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، إن ما يحدث أمام السفارة الأمريكية مهزلة بجميع المقاييس وانفلات لا يقبله أحد، ويضع جميع الأطراف المسئولة فى موقف صعب، فلو تم التعامل معه بحزم شديد سيترتب عليه وقوع ضحايا ومزيد من الاحتقان فى الشارع ولو تم التعامل معه بيسر سيظل الأمر كما هو. وأضاف أن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل لفترة طويلة، ولذلك لابد من حوار مع كل الأطراف السياسية والاجتماعية بشأن هذا الأمر المتكرر للخروج بقرارات حازمة للتعامل مع هذه العناصر المنفلتة. وشدد حافظ السيد، مدير المكتب التنفيذى، لمجلس أمناء الثورة ، على رفضه كل ما يحدث أمام السفارة الأمريكية، معتبرا أنه لا يمت إلى الإسلام بصلة ولا يمثل الثورة، فالوقفة بدأت سلمية وانتهت بشكل دموى وغير حضارى. وأضاف أن نصرة النبى، صلى الله عليه وسلم، تبدأ بتقويم سلوكنا والتعبير الحضارى عن أنفسنا، معتبرًا أن ما يحدث فى محيط السفارة محاولة من الفلول لهز استقرار الدولة، وتوتير العلاقات المصرية الأمريكية. وتساءل: "كيف لأناس يذهبون لنصرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ولا يذهبون إلى الصلاة فى وقتها، بل ويسبون الدين على الملأ، وأمام الكاميرات، ويقذفون العساكر بالحجارة، ويحرقون سيارات الشرطة، مؤكدًا رفضه مثل هذه التصرفات التى تعكس صورة عدم استقرار للعالم الخارجى، خاصة بعد الاتفاقيات الناجحة التى وقعها الدكتور محمد مرسى. واعتبر ياسر محمد، أمين عام ائتلاف ثوار إعلام، أن أغلبية الموجودين أمام السفارة الأمريكية أبعد ما يكون للدفاع عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أنهم موجهون لافتعال مشاكل بين مصر وأمريكا، وهو ما يظهر جليًا من خلال أشكالهم وكلامهم، فمن غير المعقول أن يسب، المدافعون عن رسول الله، الدين ويحرقون سيارات الشرطة. وأكد أمين عام ائتلاف ثوار إعلام أن هناك بعض الإشارات التى تدل على ماهية الموجودين أمام السفارة من خلال بعض الأحداث مثل سرقة هاتف مستشار الرئيس الدكتور سيف عبد الفتاح، مطالبًا الرموز الثورية والدينية والسياسية بالنزول إلى محيط السفارة لتهدئة الوضع هناك.