يقول مثل صيني: إن من يسأل الأسئلة يبقى أحمق لمدة خمس دقائق. أما من لا يسأل يبقى أحمق إلى الأبد.، ونحن نسأل هنا بدون حماقة عن قضية خطيرة تخص (صناعة الرموز والقدوات في مصر)؟! والمقصود بالرموز أولئك الذين تظهر أسماؤهم ليل نهار في الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية حتى أصبحوا "قدوة" يقتدي بها الناس، ويفترض أن يكون مصدرا لإلهام الشباب، والقدوة يبدو للجميع من أصحاب الحلول في الأزمات والقوى الناعمة في الأوقات الحرجة وبعضهم يملك أدوات التغيير وكلماتهم مثل الذهب، لأنهم غالبا يحملون أعباء تختلف عن غيرهم سواء كان "فنان – رياضي – إعلامي.... إلخ" . فالرمز أو القدوة يرفع ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك ويعطيك سببًا وجيهًا لاختياره، حيث تم انتقاؤه من بين الملايين، وهو مدعوم معنوياً بشكل رسمي، وقد يسمح له بالانفتاح المالي كي يمتلك الأدوات المناسبة لأداء مهمته، وهنا لا أتحدث بنظرة وردية أو طريقة نرجسية، بل هذا ما ينبغي أن يكون عليه الواقع. عندما تنظر لهذا الواقع تجد أشياء غريبة، وتقول في نفسك لا يمكن أن يكون صحيحاً ما يجول في خاطري، "أكيد - فيه حاجة غلط" المفترض أن أصحاب القرار المتحكمين والقائمين على "حنفية قادة المجتمع" يريدون الخير للبلاد والعباد، هناك ألغاز لا أفهمها واعتقد أن غيري يشاركني الحيرة! تفاجىء بفنانة شهيرة "مسموح لها بالبروز أكثر من اللازم" لتخاطب الفتيات فتقول بأحد البرامج أنها "تحب تبص عالرجالة الحلوة"، ثم تصريح من " زوجة نجم مسرح مصر بأن زوجها الكوميديان الشهير طردها وابنتها الطفلة من البيت، ويبدو في الصورة فنان آخر يسب ويلعن الجمهور ب صفحة خطيبته بالتواصل الإجتماعي، أما "نمبر وان" أو "الزلزال" أو "كابوس الأنذال" أو "الفيروس"، كما يلقب ذاته المنتفخة، فقد تلقى المدح والشكر والإطراء من رئيس الوزراء شخصياً "ليه ماتعرفشي"؟! ويحضر بعض المؤتمرات الرسمية بالصف الأول ويجلس بجانب القيادات العليا بالقوات المسلحة، رغم إنه يتعرى في حفلاته وهذا ما استدعى تعليق المذيع "تامر أمين" بأنه تحول من "أفيونة" إلى "قدوة للشباب"، أما "سما المصري" والتي يقال أن لديها علاقات كثيرة فقد قامت بعمل فيديو مثير يسخر من دولة "الكويت" ويسىء للمرأة المصرية وقد تردد أنها ستقدم برنامج في رمضان المقبل، ولا أعرف صحة هذا الخبر، أما عن المجال الرياضي "فحدث ولا حرج" وإن كان أقل تأثيراً فاللاعب والمدرب لا يشبهان المطرب والفنان. على الرغم من توافر الرغبة القوية لدى الكثيرين من أجل التغيير، إلا أن الرغبة وحدها لا تكفي، ففي ظل هذه المعاناة الإقتصادية والإجتماعية فإن تصدير مثل هذه الأنواع من الطحالب والكائنات التي تلتصق بالكاميرات وتعشق الظهور والشهرة، يعد من قبيل الجهل بإدارة المجتمع وهو محاولة لإفساد الأمة.. لن ينتظر الناس حتى يعقل هؤلاء ويتوقفوا عن عملية الانتفاخ الذاتي! الإصلاح لن يستغرق وقت، كل ما نحتاج إليه هو "صناعة معايير لكل الأشياء" اذا كنتم تسعون للهوية، فالأجيال القادمة أمانة تستحق أن تحافظ على أخلاقها، ولا ترميها لكلاب الشوارع حتى تشكلها كما تريد، بينما هناك حلول أخرى يمكن الإستعانة بها وأشخاص آخرين يستحقون مكانة رفيعة وبرامج مكثفة يمكن ممارستها عبر وسائل الإعلام، كما يمكنك فتح غرف "للعصف الذهني" وتوظيف عدد من أصحاب الخبرات والشباب صغير السن ليكون لهم دور حقيقي للنقد والبناء وصناعة القدوات والرموز، بجانب إجراءات تدريجية تسمح بفرملة أصحاب السلوكيات البغيضة ممن لا يستترون بالأخطاء والمعاصي، أحدهم يردد (والله ما بناتي) حتى صارت نكتة، ويكمل (دي كانت نزوة وخلصت، وخلي الطابق مستور)، وبعد هذه الضجة يتصدر هو قائمة الإعلانات (التوب) على الفضائيات للمنتجعات والفلل والكمباوندات فزادت شهرته أما الخطأ فلم يكلف نفسه بالاعتذار عنه أو الندم عليه أمام الجمهور.