توحدت كافة شرائح المجتمع النيوزيلندي في رفض الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين بمدينة "كرايست تشيرتش" الجمعة الماضي، وذلك بعكس ما كان يتوقعه منفذه. وخلال لقاءات أجرتها الأناضول معهم، أعرب نيوزيلنديون -على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية- عن تضامنهم مع ذوي الضحايا، مؤكدين تلاحمهم في وجه الإرهاب. وقالت "ياما نبي"، التي فقدت والدها الأفغاني "داود نبي" في الاعتداء الإرهابي،: "إن جميع أفراد الشعب متساوون في البلاد بغض النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم السياسية". وأضافت: "أود أن أبعث برسالة من هنا وهي أننا نعيش لمرة واحدة في هذه الدنيا، ولا يزهق أحد روح أحد، فالله وحده من يقبض أرواحنا". بدوره، قال الحاخام "مندي كولوتين" إنه جاء إلى مسجد النور (أحد المسجدين الذين تعرضا للهجوم) ليوصل رسالة دعم من المجتمع اليهودي بمدينة أوكلاند (شمال) إلى أشقائهم المسلمين للتخفيف من آلامهم، مضيفا "نحن أسرة واحدة".من جانبه، أشاد رجل الأعمال من أصول سورية، محمد ملوك، بموقف تركيا إزاء الإعتداء الإرهابي في نيوزيلندا. وأضاف: "حتى وإن كانت نيوزيلندا في الطرف الآخر من العالم، إلا أن دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاضر، فهو لم يتردد في دعم السوريين، وها هو الآن يقف إلى جانب الشعب النيوزيلندي". وأشار إلى أن هدف منفذ الإعتداء الإرهابي "بيرنتون تارانت" هو إحداث انقسام داخل الشعب النيوزيلندي "وهو ما لم يحدث عقب الهجوم". وأضاف: "انظروا إلى الشعب النيوزيلندي ومدى قربه منا، الإرهابي خسر ونحن فزنا، تقارب المسلمون والمسيحيون من بعضهما أكثر، ورسالتي للإرهابي أنت خسرت ونحن توحدنا". واستهدف الهجوم الدموي مسجدين بمدينة "كرايست تشيرتش"؛ وقتل فيه 50 شخصًا، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون، حسب أحدث البيانات الرسمية، فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفّذ، وهو أسترالي يدعى "بيرنتون هاريسون تارانت". وسجل الإرهابي "تارانت" لحظات استعداده وتنفيذه أعمال القتل الوحشية، وبث بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أعنف يوم شهده تاريخ البلاد الحديث، بحسب رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن. وعقب الهجوم مباشرة، أظهر الشعب النيوزلندي أجمل نماذج التضامن من المسلمين، من خلال بنائه نصبا تذكاريا لضحايا الهجوم في الشارع الذي يقع فيه المسجد، وتركه الورود على النصب على مدار اليوم. -