سلطت صحيفة "هاآرتس" العبرية، الضوء على الانتقادات التي وجهها الديمقراطيون الأمريكيون للنائبة المسلمة، إلهان عمر، بسبب تعليقاتها حول تأثير "اللوبي" الإسرائيلي في سياسة البلاد، إذا طالبها البعض بالانسحاب من لجنة العلاقات الخارجية في المجلس. وكان قد كتب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على حسابه الرسمي على "تويتر"، ردًا على تعليقات النائبة إلهان عمر، واصفًا إياها ب"المثيرة"، قائًلا: "إلهان عمر فتحت على نفسها النار بسبب ما قالته عن تأثير اليهود الأمريكيين على سياسة البلاد، ما دفع مجموعة اليهود في الكونجرس إلى إرسال طلب إلي رئيسة النواب نانسي بوليس، بإقالة إلهان من لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس". وانتقدت إلهان عمر في تصريحات سابقة الدعم الأمريكي لإسرائيل، وأشارت إلى وقوف مؤسسات ضغط "لوبيات" وراء هذا الدعم، لاسيما لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك)، وهي التصريحات التي اعتبرها البعض في الولاياتالمتحدة "معادية للسامية". وتحت عنوان "يوم أسود لإسرائيل، ترامب يطالب إلهان عمر بكشف عن ولائها الحقيقي"، أوضحت الصحيفة أن تعليقات إلهان عمر أثارت الجدل في الكونجرس، إذا تضامن الكثير من النواب الديمقراطيين مع الأقلية اليهودية، واصفين تعليقات "إلهان" الأخيرة ضد إسرائيل ب"معاداة السامية". وفي السياق ذاته قالت نائبة ديمقراطية بارزة، أمس الإثنين، إن كبار الديمقراطيين في مجلس النواب سيقدمون قرارًا يوم الأربعاء المقبل، تدعمه رئيسة المجلس، يدين معاداة السامية ردًا على تصريحات "إلهان" الأخيرة بشأن إسرائيل. وذكرت مصادر إعلامية أمريكية أمس أن مشروع القرار أعده نواب ديمقراطيون بمجلس النواب تتقدمهم رئيسته نانسي بيلوسي، ورئيسًا لجنتي العلاقات الخارجية والعدل إليوت إنجل وجيرولد نادلر، إضافة إلى تيد ديوتش. ويأتي مشروع القرار بعد الخطاب الذي أرسلته "رابطة مكافحة الافتراء بالحقيقة" الموالية لإسرائيل إلى أعضاء الكونجرس. وزعم مسئولو الكونجرس الذين تحدثوا لوسائل إعلام أميركية، أن نص مشروع القرار ليس جاهزًا، وأن هذا المشروع كان مطروحًا على الأجندة حتى قبل إرسال الرابطة المذكورة خطابها إلى أعضاء الكونجرس الأسبوع الماضي، التي طالبت فيه بإدانة رسمية لتصريحات عمر. وأشارت الصحيفة إلى أن إلهان عمر، الأمريكية من أصول صومالية، تعتبر أول مسلمة تنتخب في الكونجرس، لكن تاريخها "المعاد للسامية" واضح بشكل كبير في مشوارها السياسي في الولاياتالمتحدة، وفق زعمها. وأوضح التقرير أن مشروع القرار، الذي سيقره الكونجرس، لا يهين إلهان بصفة شخصية، لكنه يحدد تاريخ معاداة السامية والتعصب في أمريكا بما في ذلك المناهضة لليهود حول الولاءات المنقسمة، كما ترفض الوثيقة التعصب الأعمى الموجه ضد المسلمين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وعلى إثر ذلك، اعتذرت إلهان لليهود الأمريكيين، لكنها حذرت من أهمية عدم تجاهل أنشطة جماعات الضغط الإسرائيلية في الولاياتالمتحدة، لكن الاعتذار لم يشفع لإلهان عمر. ولفت التقرير إلى إن مجلس النواب الأمريكي "يرفض معاداة السامية، معتبرًا إياها تعبيرات بغيضة عن التعصب تتناقض مع القيم التي تحدد هوية شعب الولاياتالمتحدة". وتعد الوثيقة التي سيقدمها النواب، هي التجسيد المكتوب لإنهاء الوضع الذي وضعت فيه "الهان" ديمقراطيون فيه مرارًا وتكرارًا الذين احتفلوا بانتخابها كجزء من صنع الديمقراطيين تاريخ جديد للبلاد، حيث ساعد ذلك في السيطرة على مجلس النواب في انتخابات نوفمبر. ومع ذلك، كان كبار الديمقراطيين حذرين بشكل لا لبس فيه من التعامل مع "عمر" بتأجيج الانقسام في الحزب حول العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وطالب البعض بالانسحاب والاعتذار من "عمر"، حيث قال أحد رؤساء مجلس النواب إنها استندت إلى "تعليقات معادية للسامية" ونائبة أخرى في الكونجرس تغرد بأن "إلهان" "يواصل تشويه الدعم لإسرائيل".