«كيكى» و«بدون مكياج».. تحديات هزّت السوشيال ميديا.. وخبراء: الفراغ وغياب الثقافة لدى الشباب أبرز الأسباب من تحدي "دلو الثلج" إلى "رقصة كيكى" إلى تحدى "العشر سنوات"، وظهور السيدات بدون مكياج، تعددت الحملات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي. لكن أكثرها إثارة للجدل حملة "لو بتحبها البس زيها"، والذي ينافي عادات المجتمع الشرقي، الذي يسخر من تشبه الرجال بالنساء، فما الحال عند تبادل ملابس الرجال مع السيدات. وفجر تحدي "COUPLE CLOTHES SWAP CHALLENGE "، موجة من السخرية على "السوشيال ميديا"، لكون فكرته تقوم على تبادل الملابس بين الزوجين والأصدقاء من الجنسين. وترتدي الفتاة ملابس زوجها أو شريكها، ويقوم هو بارتداء ملابسها كنوع من التعبير عن الحب، ولكن الأمر لم يستمر هكذا ليصبح التحدى عبارة عن مادة للسخرية والضحك. وظهر مشاركون في التحدي المثير للجدل في فيديوهات عبر موقع التواصل "أنستجرام"، حيث يقوم الأزواج والأطفال بتبادل الملابس وأداء بعض الحركات الراقصة على أنغام الموسيقى. وكان من الملفت أن تحدي "لو بتحبها البس زيها"، لم يحقق الشهرة والانتشار كالتحديات السابقة على "السوشيال ميديا"، حيث رفض الشباب في مصر تقليده، كونه يتنافى مع العادات والتقاليد العربية، على العكس في دول آسيا حيث حظي بانتشار واسع. تحدى «بيرد بوكس» وكان المصريون قد شاركوا فى العديد من التحديات التي انطلقت فكرتها في الأساس في دول غربية، وأشهرها كيكى وBird Box ، بالإضافة إلى تحدى العشر سنوات، حيث يقوم المشاركون فيه بنشر صورهم قبل 10سنوات بجوار صورة أخرى حديثة. ومن تلك التحديات، بيرد بوكس الذي كان باكورة التحديات في عام 2019، وشارك فيه آلاف الشباب حول العالم، ويقوم على ممارسة نشاط الحياة الطبيعى أثناء وضع الشخص غمامة على عينه، وتم التحذير منه لخطورته. تحدى ال 10 سنوات تحدى ال10 سنوات هو عبارة عن نشر صورتين شخصيتين الفرق بينهما 10 سنوات، ليكشف كيف تغير الشكل بفعل الزمن، وعلى الرغم عدم وضوح كيف بدأ التحدي، فإن العديد من المشاهير ونجوم الفن والرياضة عالميا وعربيا شاركوا فيه، وبعضهم شارك بطريقة كوميدية، وكان أشهرهم: الممثلة ريس ويذرسبون، ورانيا يوسف، وأحلام الشامسي. بدون مكياج لم يلبث مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى من الاستراحة من المشاركة فى هاشتاج تحدى ال10 سنوات، الذى استمرت المشاركة فيه بغزارة، حتى ظهر تحدٍ جديد بعنوان No makeup challenge . ويستهدف التحدى، مشاركة الفتيات والسيدات صورهن بدون مكياج، وقياس مدى قدرتهن على الظهور بملامحهن الطبيعية دون التعرض لأى نوع من أنواع التجميل المختلفة. تحدى البنطلون وفى عام 2018، انتشر على موقع "أنستجرام" مقاطع فيديو لبعض الشباب الذين يخوضون تحدى "البنطلون"، وهو عبارة عن إمساك شخصين بأطراف البنطلون، بينما يقفز شخص ثالث محاولًا ارتداءه في قفزة واحدة. تحدى كيكي من بين التحديات الغريبة التى انتشرت مؤخرًا على السوشيال ميديا تحدى "كيكي"، والذي تقوم فكرته على النزول من السيارة في وضع الحركة، وأداء حركات استعراضية بجانبها، وهى تسير بسرعة بطيئة على أنغام أغنية للنجم الكندى دريك، بينما يقوم شخص آخر بتصوير التحدي. واجتاحت مقاطع الرقص بجانب السيارات ذات الأبواب المفتوحة على الأغنية، مواقع التواصل الاجتماعي، ونفّذ ذلك التحدى عدد من النجوم، وعلى رأسهم الفنانة دينا الشربينى وياسمين رئيس. تحدى الثلج يتمثل التحدى فى أن يقوم المتحدى بسكب وعاء من الماء المثلج فوق رأسه، أو يتبرع ب100 دولار لصالح حملة تهدف إلى نشر الوعى حول مرض التصلب اللويحى الجانبي. وظهر هذا التحدى فى أغسطس 2016، وكان المشارك فيه يقوم بصب دلو من الماء المثلج فوقه، فيما قام عدد من المشاهير بتجربة التحدي؛ أبرزهم خالد سليم، وفدوى مواهب، وخيرية على، وعمر السعدي، وأحمد ياسين، وفيفى عبده. تحدى المانيكان ويقوم التحدى على تصوير الأشخاص على أنهم مانيكان وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، ويتم فيه تصوير أشخاص يتجمدون خلال التصوير للإيحاء كأنه تمثال، ويعتقد البعض أن هذا التحدى يرجع إلى طلاب فى مدينة جاكسونفيل فى أكتوبر 2016، وهو التحدى الذى شارك فيه المشاهير والنجوم عالميا. تحدى ورقة الA4 "تحدى ورقة ال A4 " هو تحدٍ يتعلق بالجمال والرشاقة بين الفتيات انتشر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى. ويقوم على وضع المرأة ورقة طباعة أمام بطنها وخصرها، وإذا أخفت الورقة هذه المنطقة فهى كسبت التحدى، بينما إذا ظهرت جوانب البطن والخصر خارج مساحة الورقة فهى تخسر وتعد بدينة. فراغ ثقافى وفسر خبراء نفسيون واجتماعيون ل"المصريون" إقبال رواد مواقع التواصل الاجتماعى على المشاركة فى التحديات بأنه ناتج عن الفراغ وانعدام الثقافة فى المجتمع. وقال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، إن "85% من رواد السوشيال ميديا من الشباب والمراهقين ويميلون للإثارة وحب التحدي، فضلاً عن الافتقاد للثقافة المجتمعية الخاصة بنا، والظروف الاقتصادية الصعبة التى تركت الكثير من الشباب فريسة للفراغ الوقتي". وأضاف "فرويز" ل"المصريون" أن "هذه التحديات نشأت أيضًا نتيجة الفراغ الثقافى لدى رواد تلك المواقع، إذ أن شركات المعلومات هى التى تروج تلك التحديات، لجذب أكبر عدد ممكن من المشاركين لأهداف خاصة بها. ووصف فرويز، المصريين بأنهم شعب غاوى تقليد، كما أن السطحية وانعدام الإبداع لدى الكثيرين ساعدا على انتشارها، وانعدام الثقافة داخل المجتمع المصري، ما أصبح ينذر بكارثة، بالإضافة إلى الفراغ السياسى الذى ساهم في مشاركة الشباب في تلك التحديات، بسبب ضعف الأحزاب"، مشددًا على "أهمية الوعي والثقافة كحل للمشاكل التي اجتاحت المجتمع المصري". وأوضح، أن "المشاركين بتلك التحديات يفعلونها كنوع من الفكاهة والتقليد، والثقة بالنفس، والحصول الدعم والمساندة، واكتساب طاقة إيجابية وتشجيعه بطريقة غير مباشرة". بينما علق الدكتور إبراهيم عبدالرشيد، استشارى التحليل النفسى وتحليل الشخصية، على تحديات "السوشيال ميديا" قائلاً إن "سيكولوجية العقل الجمعى هى التى تدفع رواد تلك المواقع للمشاركة فيها". وأضاف عبدالرشيد ل"المصريون"، أن "العقل الجمعى يعتمد فى الأساس على شخص يحرك الحشود الغفيرة، لأن طبيعة العقل الباطن أنه يميل للسير فى مجموعات للحصول على شعور الأمان والطمأنينة، لأن مخ الإنسان يحب العيش فى جماعات، لذا يقوم رواد مواقع التواصل الاجتماعى بالتقليد". وأكد أن "المشاركة بتلك التحديات تساعد على الرضا النفسى والسعادة الداخلية وزيادة الثقة بالنفس". فيما قال الدكتور مصطفى كمال، أستاذ علم الاجتماع بجماعة عين شمس، إن "غياب الثقافة والقدوة من المجتمع يؤثر بشكل سلبى على الفئات العمرية الأصغر سنًا، فضلاً عن أن التربية البيئية المحيطة به تؤثر بشكل كبير". وأضاف ل"المصريون"، أنه "ينبغى على المؤسسات الإعلامية والثقافية فى المجتمع استعادة القدوة، والتركز على عاداتنا وتقاليدنا، بجانب خلق ثقافة خاصة بنا فى جميع المجالات".