تواصل الدعوة السلفية وحزب النور جهودهما فى مواجهة الفكر الجهادى التكفيرى فى سيناء، وذلك بعدما وصل وفد جديد من الدعوة والحزب إلى سيناء مؤخرًا وسط صعوبات فى التواصل مع الجهاديين هناك، وهو الأمر الذى رحبت به القوى السياسية، كما وجهت انتقادات فى الوقت ذاته للأزهر الشريف بسبب غياب دوره، مؤكدين أن الفكر لابد أن يجابه بفكر ولا يتم الاكتفاء بالعمليات العسكرية. وقال الدكتور يسرى حماد، عضو الهيئة العليا لحزب النور، إن الوفد الذى تم تشكيله من قبل حزب النور والدعوة السلفية للذهاب لسيناء كان للتعرف على حقيقة الأوضاع، ومقابلة مشايخ القبائل للتعرف على أسباب الانفلات الأمنى هناك.. وأضاف أنه من الصعب إجراء حوار مع الجماعات التكفيرية فى سيناء لإثنائهم عن الفكر التكفيرى والأفكار الهدامة التى تسيطر عليهم؛ وذلك لأن رءوس هذه الجماعات وأعضاءها مختفون فى الجبال والصحراء.. وأكد أن الهدف الرئيسى للدعوة السلفية الآن هو صيانة المجتمع السيناوى عن طريق الحوار من الأفكار التكفيرية الهدامة التى ساعد على انتشارها الفقر والجهل، وغياب دور الأزهر الشريف وعلمائه عن الساحة الدعوية فى سيناء، بالإضافة إلى توعيتهم بالعقيدة الصحيحة لأهل السنة والجماعة، مؤكدًا أهمية تعريفهم بضوابط التكفير حتى لا يتم تكفير الناس دون الاستناد إلى هذه الضوابط. وأكد حماد أن الدعوة السلفية بصدد تشكيل وفود دعوية أخرى للذهاب لسيناء لمواجهة الفكر التكفيرى، خاصة بعد الترحيب الشديد من قبل الأهالى ومشايخ القبائل وتأكيدهم أنهم لن يسمحوا للغرباء بالتواجد بينهم لنشر أفكار هدامة، مشيرًا إلى أن ترحيب الأهالى فى الحوار جاء بشكل واسع بعد التغيير الإيجابى الذى حدث من قبل الأجهزة الأمنية فى التعامل معهم عقب الثورة. وفى السياق ذاته، أكد الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أهمية التغيير الجذرى فى القيادات الأزهرية؛ لأن دور الأزهر تراجع فى الفترة الأخيرة ولا يليق بمكانة الأزهر أن يكون فى المؤخرة.. ورحب بالمبادرة التى قام بها حزب النور والدعوة السلفية ومحاولتهم محاربة الفكر التكفيرى والتصدى للأفكار الهدامة التى ساعد على انتشارها غياب جميع مؤسسات الدولة بما فيها الأزهر عن القيام بدورها فى التواصل مع أهالى سيناء، الذين هم بمثابة حرس حدود بوابة مصر الشرقية، مما أدى لجعلهم فى عزلة عن المجتمع المصرى.. وأكد أهمية إرسال وفود من العلماء تحت لواء الأزهر الشريف والأوقاف؛ للحد من انتشار هذه الأفكار الهدامة، مشددًا على أن عدم مواجهة هذه الأفكار لن يضر بمصر فقط، ولكنه سيضر بجميع الدول العربية. كما قال الباحث أحمد زغلول، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، إن هذه خطوة أقل ما توصف بأنها ممتازة للغاية، وللدعوة السلفية تجارب سابقة فى مواجهة فكر جماعات الجهاد فى الثمانينيات، مشيرًا إلى أن الحل الأمثل للوضع فى سيناء هو الحوار وليس العمليات العسكرية فالفكرة المتشددة لا يقضى عليها إلا بالحوار.. وأوضح أن الدكتور محمد إسماعيل، المقدم القيادى بالدعوة السلفية، لديه محاضرات ضد فكرة التكفير والجهاد المسلح فى الثمانينيات، ولديه خبرة طويلة فى مواجهة هذا الفكر، فهذه الخطوة ليست بجديدة على الدعوة السلفية، مشيرًا إلى أنه منذ القدم الدعوة السلفية لديها موقف رافض للعنف.. وأشار إلى أن قيادات الجماعة الإسلامية فى الصعيد كانت قد أرسلت للدعوة السلفية فيما قبل وحددت اجتماعًا مع الشيخ إسماعيل المقدم قبل اغتيال السادات إلا أنه رفض الفكرة، مشيرًا إلى أن أى عمل مسلح وأى عملية عنف ضد رأس الدولة وأحال طلب دعوة القيادات الجهادية إلى ابن باز فى مقاتلة الحاكم الظالم أو الكافر وابن باز رفض هذه الدعوات.. وأكد أن الحوار مهم مع الجماعات الجهادية فى سيناء، ولا نتوقع نتيجة فورية، ففكرة التكفير والجهاد تتجدد باستمرار والحوار يحجم بعض الأفكار المتشددة بتوضيح الفكرة والأصول العلمية لأى فكرة تطرح، فالجهاد له شروط وليس متاحًا للجميع ويتطلب علمًا شرعيًا، موضحًا أن مراجعات الجماعة الإسلامية بدأت منذ 97، والجهاد ظلت فترة طويلة حتى خرج بوثيقة تنظيم العمل الجهادى، والأمر يحتاج وقتًا طويلاً ولا يجب أن تتولى الدعوة السلفية وحدها مواجهة هذا الفكر التكفيرى