البحر الأحمر يتميز بهدوء أمواجه وروعة وجمال شواطئه وسحر ما يحويه من كنوز في باطنه من الحيوانات والأسماك والشعاب والنباتات التي تخطف أبصار وقلوب الساعين لرؤيتها. ولكن رغم كل هذا الهدوء والجمال فإن البحر الأحمر فيه من المخاطر ما يمكنه تحويل رحلة ترفيهية إلى مشكلة صحية تستوجب التدخل الطبي في بعض الأحيان. "المصريون" رصدت أهم أنواع الأسماك التي تمثل خطورة على صحة الإنسان. يقول الدكتور محمود سعيد، باحث بمعهد علوم البحار بالغردقة تخصص أمراض الأسماك: "توجد أصداف وأسماك سامة تؤثر على صحة الإنسان إذا لمسها أو أكلها ومنها (الأصداف أو الودع) الحلزون المخروطي، فلدغة واحدة منه تعادل في خطورتها لدغة ثعبان سام. ويتواجد الحلزون المخروطي عادة تحت الصخور أو وسط الشعاب أو تجده يزحف على الرمال، حيث يمتلك غدة سمية شديدة التطور؛ عقب اللدغة يكون هناك إحساس بالحرق الشديد في مكان الجرح يعقبه الإحساس بتخدر مكان الجرح والمنطقة المحيطة به ويمكن أن يصل هذا الإحساس إلي باقي الجسم كله. وأوضح سعيد أنه للأسف لا يوجد مصل علاجي حتى الآن لهذا النوع من السموم. وحذر أيضًا من أسماك الصخرة وسمكة النمر والسمكة العقربية والتي تعيش في المناطق الضحلة، وتتميز بالحرفية العالية في التمويه والتخفي واللدغة من هذه الأسماك عبر أشواكها تسبب ألمًا شديدًا وشللاً في العضلات وصعوبة الرؤية والتنفس. كما أن السم المطلق من هذه الأسماك يؤدي إلي خلل في الدورة الدموية واضطراب حركة عضلات القلب ما يؤدي في بعض الحالات إلى الموت. كما حذر من تناول سمكة الفهقة وهى شديدة السمية حال أكلها حيث إنها تحتوي في أحشائها وكبدها وجلدها ومبايضها علي سم عصبي شديد الخطورة. وتابع: أن أعراض التسمم منها يبدأ بالإحساس بوخز في الفم وتخدر عام وضعف في الجسم قد يتطور إلى شلل عضلات الجسم وفي بعض الأحيان يفضي إلى الوفاة نتيجة توقف القدرة علي التنفس. كما توجد أسماك قنفذ ونجم البحر، وهى كائنات لها أشواك على ظهرها وتحتوي على نوع من السموم ويمكن بوخزة منها أن تشعرك بألم شديد وضعف عام واضطراب في نبضات القلب والغثيان والترجيع. من جانبه أكد الدكتور أشرف صديق، باحث بمعهد علوم البحار والمصايد بالغردقة، تخصص أمراض الأسماك، أنه توجد سمكة تسمى العقرب وهى إحدى الأسماك السامة الموجودة بالبحر الأحمر، حيث تجدها راقدة في الأماكن المحمية على القيعان الصلبة أو كسارة الحجارة والشعاب المرجانية الحية والأماكن المُشابهة، وتتنوّع ألوانها لتتلاءم مع البيئة المُحيطة وبالتالي ليس من السهل مُلاحظتها، وتتغذّى على الأسماك والقشريات، وحال إزعاجها تبرز أشواكها السامة وقد تسبّب لسعة مؤذية. وحذر أيضًا من سمكة الديك المعروفة بالجمال، وتعد من أخطر أسماك بالبحر الأحمر، وأشواكها التي تتخذ شكل الريش مُزوّدة بغدد لإفراز السم، والألم الناشب عن الجروح الناتجة من أشواك هذه السمكة قد يكون مؤلمًا جدا، وقد يتسبّب في الموت.