ونحن نودع شهر رمضان المبارك ونستقبل عيد الفطر المبارك, أتمنى لو كل منا وقف لحظات مع نفسه يراجعها ويتأمل أحوالنا.. لماذا أصبحنا هكذا؟.. وإلى أى طريق نسير؟.. ربما نستطيع أن نستعيد مصر التى كنا نحبها. نعم ما نشاهده من قطع طرق وتعطيل المصالح ومن بلطجة وانعدام الأمن وانهيار فى كثير من القيم والمبادئ والأخلاق التى تربينا عليها ونأمل أن نزرعها فى نفوس أبنائنا يؤكد أن القادم أسوأ، وأننا نحتاج إلى التكاتف والتلاحم من أجل التصدى للمخربين، الذين يتسلحون بمعاول الهدم لكى يحجبوا أى نور لغد مشرق. فقد تابعنا جميعًا يوم – الخميس الماضى - بحسرة وألم المشهد الدرامى فى الفيلم السينمائى الذى كان أبطاله أهالى قرية الشرقاوية بشبرا الخيمة الذين قطعوا طريق القاهرة- الإسكندرية الزراعى وخطوط السكة الحديد المارة، احتجاجًا على وفاة أحد المتهمين فى قضية مخدرات داخل حجز قسم شرطة أول شبرا الخيمة, حيث قطعت عائلة القتيل الطريق مستخدمين الأسلحة والبنادق الآلية، مما تسبب فى ترويع المواطنين منذ الساعات الأولى من فجر يوم الخميس، وتسبب كذلك فى تكدس مرورى هائل بالطريق وتعطل قطارات السكة الحديدية، مما جعل الركاب يغادرون السيارات والقطارات ويأخذون الطريق سيرًا على الأقدام من مركز قليوب حتى منطقة المؤسسة بشبرا الخيمة لركوب المترو.. وهذا المشهد بات يتكرر يوميًا فى عدد من المحافظات حيث يستغل بعض الخارجين عن القانون ارتعاش أيادى بعض رجال الشرطة خشية تورطهم فى قضايا قتل مما يجعل المجرمين يتمادون فى البلطجة, وبرأيى أن استمرار اهتزاز صورة الشرطة فى الشارع المصرى سيجلب كوارث وسندفع الثمن غاليًا, لذا يجب عودة الثقة لرجال الأمن مادام هناك محاسبة وعقاب لأى تجاوز، وأظن أن درس ثورة 25 يناير سيجعل أى شرطى يفكر جيدًا قبل أن يسقط فى سلوك منحرف. وقد سعدت جدًا بأول حكم قضائى يصدر لحالات قطع الطريق فى مصر بعد ثورة يناير؛عندما قضت محكمة أسيوط حكمًا بالسجن لمدة 3 سنوات على 9 متهمين كان قد تزعموا أكثر من150 شخصاً بقرى مختلفة بمدينة منفلوط وقاموا بقطع الطريق وإشعال إطارات السيارات على شريط السكة الحديد بمزلقان مدينة منفلوط وقرية بنى شقير.. لعله يكون جرس إنذار لكل من تسول له نفسه ترويع الآمنين وتعطيل المصالح والحصول على حقه بالبلطجة. * أطل علينا الشيخ هاشم إسلام- عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف- بفتواه عن استحلال دماء المشاركين بتظاهرة 24 أغسطس، ثم حاول تبرير "جريمته" وتحريضه على إراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد عندما استنكر الطريقة التى تناولتها وسائل الإعلام لفتواه وتفسيرها الخاطئ لها.. وأيًا كانت مبرراتك يا من تحسب على الدين وعلى الأزهر الشريف نقول لك: "اتق الله.. وزِن جيدًا قيمة الكلمة فى ظرف حرج تمر به البلاد.. وندعو الله أن يقينا شرور أمثالك من الذين يلوون عنق الدين للنفاق والرياء". [email protected]