شن حفيد الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، هجوما علي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث وصفه بأنه " جاهل بالواقع". كان ترمب قد زعم في تغريدته أن حكومة جنوب إفريقيا كانت تستولي على الأراضي من المزارعين البيض ، وحذَّرَ من «قتل المزارعين على نطاقٍ واسع» ، في إشارة منه إلى مقترحاتٍ مثيرة للجدل بشأن إعادة توزيع الأراضي، تنظر فيها حكومة جنوب إفريقيا حالياً، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية. وقال عضو البرلمان الإفريقي، نكوسي زويليلفيلي مانديلا، عبر موقع إنستغرام، إن تغريدة ترمب تُظهِر عدم احترام لسيادة جنوب إفريقيا والتزامنا بالعدالة والإنصاف. وأضاف أننا لن نخضع لتهديداتٍ أو ضغوطٍ أو فروضٍ لقبول صفقة الأرض التي تُكرِّس لظلم الماضي ، لافتا إلي أن الرئيس الأميركي سيُسدي خدماته بصورةٍ أفضل إذا ما تصدى لتحدَّياته الداخلية . يُذكَر أن مانديلا هو حفيد نيلسون مانديلا، الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا، الذي قاد البلاد خلال الفترة الانتقالية الصعبة التي أعقبت نهاية نظام الفصل العنصري، النظام الذي كانت تتَّبِعه الحكومة للتمييز ضد السود في جنوب إفريقيا. ويُعَد مقترح إعادة توزيع الأراضي الحالي محاولةً لمعالجة أوجه عدم التكافؤ التي لا تزال متوارثةً من نظام الفصل العنصري، الذي مَكَّنَ السُكَّان البيض لجنوب إفريقيا مِمَّا يقارب 90% من أراضي البلاد بحلول نهاية هذا النظام السياسي في عام 1994. من ناحية أخري اقترح حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، حزب مانديلا، خطةً جديدةً تسمح للحكومة بمصادرة الأراضي من المزارعين البيض دون تعويض ، حيث أثارت الخطة، التي لا تزال قيد المناقشة في البرلمان، جدلاً واسع النطاق. وفي تعليقه على المقترحات، كتب ترمب مغرداً على موقع تويتر: «طلبت من مايك بومبيو وزير الخارجية، إجراء دراسة مكثفة لعمليات الاستيلاء على الأراضي والمزارع، ومصادرة الأراضي الزراعية في جنوب إفريقيا وعمليات القتل واسعة النطاق للمزارعين». وقال: إن حكومة جنوب إفريقيا تستولي الآن على الأراضي من المزارعين البيض. وجاء ردَّ حكومة جنوب إفريقيا بمعارضة تغريدة ترمب، قائلةً : إن الدولة ترفض تماماً هذه النظرة الضيقة، التي تسعى فقط إلى تقسيم أمتنا، وتُذكِّرنا بماضينا الاستعماري. كما صرحت وزارة الخارجية في بيانٍ لها: «من دواعي الأسف أن تكون التغريدات مبنيةً على معلوماتٍ خاطئة».
