كنت أعتقد ومازالت أنّ الإعلام فى بلادنا لن يتطهر من نجاسته الحسية والمعنوية ولو اغتسل سبع مرات إحداهن بالتراب، وعلى رأى المثل "ديل الكلب عمره ما يتعدل" مازال الإعلام يبحث عن السقطات ويتتبع العورات ويفبرك الفضائح ويختلق الأكاذيب، ويؤلف الحكايات والحواديت التى لا رصيد لها من الواقع المعاش إلا فى خيال كاتبها المريض وسأعرض لك بعضاً منها على سبيل المثال وهى حكايات قديمة جديدة لا يكف القوم عن التقيؤ بها على صفحات الجرائد والمجلات، وعبر برامج التوك شو على الشاشات المرتعشة من خلال القنوات المفضوحة ومتعهدى حفلات الزار من بعض الإعلاميين والإعلاميات . لك أن تتصور أن التمسك بأحكام الشريعة متمثلة فى القرآن والسنة أصبح رمزًا للتخلف والرجعية وذلك فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة .. وقد تعمدت السياسات الإعلامية الخلط بين ما هو شرعى وما هو جاهلى لا يمت إلى الشريعة بصلة.. وذلك من خلال تعميم بعض التصرفات المنحرفة والشاذة لبعض الفرق الضالة التى تنتمى زورًا وبهتانًا إلى الحركات الإسلامية ليصل الإعلام عن قصد إلى تشويه صورة الملتزمين بالسنة حين يصف الجميع بالتزمت والتطرف والخروج عن وسطية الإسلام. حين يفتح المجال لراقصة تخرج على الناس عارية غير كاسية تعرض عليهم مفاتنها لتقع العيون الظمأى على مرتفعاتها ومنخفضاتها ولا عليها إن تكلمت فى الدين حتى إن إحداهن حين سؤلت عن سر نجاحها وشهرتها قالت بكل صفاقة: إن سر نجاحى عاملان أولهما: هو توفيق الله سبحانه وتعالى – أى والله توفيق الله - وثانيهما: وهو الجد والاجتهاد والمثابرة والعمل الدؤوب. حين يؤلف كاتب مستهتر قصة ملفقة يحارب بها حجاب العفة والطهر يزعم أنه يتخذ وسيلة إلى الأعمال المجرمة قانونًا ويطالب فى أخر القصة بمنع النقاب سدًا للزرائع: يقول هذا الرقيع: إن أمرأة ما كانت متزوجة من رجل يكبرها فى السن بفارق كبير مما أثر بدوره على حقها الطبيعى فى الإشباع الجسدى فماذا تفعل؟ اتخذت لها عشيقًا يحل محل الزوج فى غيابه وقد احتالت هى وعشيقها الذى كان يذهب إليها فى صورة أمرأة متنقبة على الزوج، إذ أنها أقنعت الزوج المستغفل أن هذا العشيق هو صديقة لها .. وأنها متدينة بل ومتشددة بحيث لا يمكن أن ترد على الرجال حتى السلام فضلا عن المصافحة ولتخدع الزوج المغفل الذى طالما رأى هذه المتنقبة فى بيته مع زوجته فلم يتحرك له ساكن . وفى ذات ليلة رجع الزوج متأخرًا فلم يستطع العشيق الأفلات . أقنعت الزوجة المستهترة زوجها بأن صديقتها المنتقبة سوف تبيت الليلة معها . فما كان من الزوج إلا أن بات فى غرفة أخرى. وفى أثناء الليل قام الزوج ليقضى حاجته وبينما هو فى طريقه إلى دورة المياة إذ بالمفاجئة المذهلة حيث تقابل مع العشيق الذى خرج لتوه من الحمام وذلك بعد أن قام بالأغتسال من الجنابةعلى أثر ليلة ساخنة قضاها فى فراش الزوجة الخائنة. وقد يتعجب القارئ الكريم من هذا الهزر، لأن العشيق رجل تقى قضى وطره الحرام وأبى إلا أن يغتسل من الجنابة . يا له من تلفيق ممجوج.!! أما القصة العجيبة التى يرويها أستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فى إحدى الجرائد فى مقال بعنوان يجوز لولى الأمر منع النقاب سدًا للزريعة. ثم يحكى قصته المضحكة المبكية قائلا: كنت أمر على إحدى لجان الامتحان فرأيت طالبة متنقبة تقوم بحل الأسئلة فى كراسة الإجابة وما كدت أبتعد عنها قليلا حتى رابنى أنى رأيت شعرًا فى ساقها فتوجهت إليها وطالبت بتفتيشها فاكتشفت أنها رجل انتحل صفة متنقبة ليتمكن من الغش. ولعل أندهاشك من هذه القصة يزداد، إذ كيف رأى الاستاذ الدكتور شعر ساقها أو ساقه وهو أو هى متنقبة . فهل كانت ترتدى نقابا على وجهها فى الوقت الذى كانت ترتدى فيه شرطاً رياضياً؟! هذا سؤال ينبغى أن يوجهه صاحب برنامج من سيربح المليون. الشهير!. والأشد من ذلك عجبًا أن عشرات الحوادث التى تنشرها الصحف اليومية كانت الأداة التى يستخدمها اللصوص فى جرائمهم هى الزى الرسمى لرجل الشرطة فهل تجرأ أحد السخفاء يوما وطالب بمنع إرتداء زى الشرطة سدا للذريعة أم أن الأمر هو مجرد حرب على الفضيلة ليس إلا.